«الحميد» ، ثم أصبح يطلق منذ الأسرة الثلاثين (٣٨٠ ـ ٣٤٣ ق. م) على الموتى من الغرقى المنتشلين من النيل للدفن ، وإلى ذلك أشار «كليمنت الإسكندري» (١٥٠ ـ ٢١٢ م) من بعده (أي من بعد يوسف اليهودي) ، فكأنه بذلك قد اتخذ لفظا بمعنى متأخر عن عصر موسى وطبقه تطبيقا غير دقيق ولا سليم (١).
وأما النقطة الثانية التي تؤكد عدم اشتقاق هذه التسمية ، فإنه يكاد يكون من المؤكد الآن أن الطفل موسى لم ينتشل من ماء النيل (٢) وربما كان فرويد يعني أحد فروع النيل في الدلتا الشرقية ، حيث يوجد قصر الفرعون وقت ذاك.
وعلى أي حال ، فإن كثيرا من الباحثين قد ربطوا منذ سنين طويلة اسم موسى ـ وهو لفظ مشتق من مصدر الولادة بمعنى الولد أو الوليد ـ بأصول في اللغة المصرية القديمة ، ومن هؤلاء المؤرخ الأمريكي الكبير «جيمس هنري برستد» الذي يقول : إنه يجب أن نلاحظ أن اسم موسى كان اسما مصريا ، بل هو نفس الكلمة المصرية «مس» (Mose) ومعناه «طفل» ، وهي مختصرة من اسم مركب كامل ، كالأسماء «آمون مس» ، ومعناها : آمون الطفل ، أو «بتاح مس» ومعناها : بتاح الطفل ، وهذه الأسماء المركبة نفسها ، هي الأخرى مختصرات للتركيب الكامل «آمون أعطى طفلا» ، أو «بتاح أعطى طفلا» ، وقد لقي اختصار الإسم إلى كلمة «طفل» قبولا منذ زمن مبكر ، إذ كان سريع التداول والتناول بدلا من الإسم الكامل الثقيل (٣).
__________________
(١) أحمد عبد الحميد : المرجع السابق ص ٩٠ ، وكذا
J. Cerny, Greek Etymology of the Name ot mosis, ASAE, XLI, F
٣٤٩.p ، ١٩٤٢.
(٢) S.Freud ,op ـ cit ,P.٤
(٣) J.H.Breasted ,The Dawn of Conscience ,P. ١٩٣٩ ، Y.N ٣٥٠.