«فرويد» ذلك كله إلى مصرية موسى ، ثم يشير إلى أن المؤرخ اليهودي المشهور «يوسف بن متى» ، قد ذكر في كتابه «تاريخ اليهود القديم» ، أن موسى كان قائدا للجيش المصري ، وأنه كان قد تولى قيادة حملة مظفرة على الحبشة (١) ، ويرى «فرويد» أن يوسف اليهودي ، ربما كانت بين يديه نصوصا أخرى ، غير تلك التي في التوراة ، يؤيد بها وجهة نظره هذه (٢).
وهناك سمة أخرى تعزى إلى موسى تستحق منا اهتماما خاصا ، إذ قيل أنه كان عيّيا لا يكاد يبين حين يتكلم ، أو أنه كان «بطيئا في الكلام» ، تقول التوراة ـ على لسان موسى مخاطبا ربه ـ : «استمع أيها السيد ، لست أنا صاحب كلام منذ أمس ، ولا أول أمس ، ولا من حين كلمت عبدك ، بل أنا ثقيل الفم واللسان ، فقال له الرب : من صنع للإنسان فما ، أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيرا أو أعمى ، أما هو أنا الرب ، فالآن أذهب وأنا أكون
__________________
(١) يروي المؤرخ يوسف اليهودي عن هذه الحملة ـ دونما سند من التاريخ أو تأييد من التوراة ـ أن موسى ، عليهالسلام ، تولى قيادة الجيش ، ولكنه زاد ـ في قصة لا يخفي زيفها ـ أنه إنما تولى القيادة ، بعد رجاء من الملك والأميرة التي تبنته ، وأن ذلك إنما وقع في أعقاب غارة شهنا أهل النوبة العليا على مصر ، فأنزلوا بالمصريين هزيمة نكراء فولوا منهم الأدبار ، حيث تعقبهم النوبيون إلى منف فساحل البحر ، وهناك استلهم المصريون الوحي فأوحى باستخدام موسى الذي قبل القيادة سعيدا منشرحا ، فأما كهان مصر والإسرائيليين فقد سعدوا كذلك ، سعد الكهنة لأنهم ظنوا أنهم بذلك إنما يتخلصون من موسى ومن المهاجمين في وقت واحد ، وأما الإسرائيليون فسعدوا لأنهم ظنوا أنهم يهربون من المصريين بقيادته ، ومضى يوسف يروي أن موسى تمكن من صد العدو بشجاعته وحسن تدبيره ، إذ تجنب النيل وصار إليهم برا عبر أرض غاصة بالثعابين الطيارة ، فعبرها بفضل ما حمل معه من أعداد من طائر الإبيس وهو أعدى أعداء الثعابين ، وعند ما وصل هاجم النوبيين ، حيث رأته بنت الملك النوبي فأحبته وعرضت عليه تسليم المدينة بشرط أن يتزوجها ، ففعلت وفعل موسى ، (أنظر : أحمد عبد الحميد : المرجع السابق ص ٩٣ ـ ٩٤ ، وكذا.
Josephus, Book. II, Chagpter. XIW. Whiston, op ـ cit, P. F ٧٧.
(٢).S.Freud ,op ـ cit ,P. ٣٢.