بنت فوطي فارع» كاهن أون (عين شمس) ، ومنها أنجب ولديه منسي وأفرايم (١) ، وإن زوّجته المصادر العربية من امرأة العزيز التي راودته عن نفسه من قبل ، وقد أسموها راعيل أو زليخا ، بعد أن شغل منصب زوجها كذلك بسبب موته أو إعفائه من منصبه (٢).
ولعل سائلا يتساءل : أليس في قول يوسف عليهالسلام «اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم» أمران محظوران في الإسلام ، أولهما : طلب التولية وهو محظور بقول الرسول صلىاللهعليهوسلم «إنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله أو حرص عليه» (متفق عليه) ، وأنه صلىاللهعليهوسلم قال لعبد الرحمن بن سمرة : يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها» ، وثانيهما : تزكية النفس ، وهي محظورة بقوله تعالى : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) (٣).
وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن يوسف إنما طلب الولاية رغبة في العدل ، وإقامة الحق والإحسان ، وليس هو من باب التزكية للنفس ، وإنما هو للإشعار بحنكته ودرايته لاستلام وزارة المالية (٤) ، وذهب أبو السعود
__________________
ـ مصلحة الخزانة ، وكانت تسمى بيت المال الأبيض (برجج) ويتولى إدارتها ، تحت إشراف الوزير ، مدير البيت الأبيض المزدوج ، ولها فروع من الأقاليم ، كما كانت تنقسم إلى قسمين : بيت الذهب وبيت الشونة (أنظر : محمد بيومي مهران : الحضارة المصرية ـ الإسكندرية ١٩٨٤ ص ١٢٩) ، غير أن المؤكد أن يوسف كان يشغل منصب العزيز ، كما وصف في القرآن (سورة يوسف : آية ٧٨).
(١) تكوين ٤١ / ٤٥ ، ٥٠ ـ ٥٢.
(٢) تفسير أبي السعود ٤ / ٢٨٦ ، تفسير النسفي ٢ / ٢٢٨ ، تفسير الخازن ٣ / ٢٩٣ ، تاريخ الطبري ١ / ٣٤٧ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٤٥ ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ١ / ٨٣ ، البداية والنهاية لابن كثير ١ / ٢١٠.
(٣) في ظلال القرآن ٤ / ٢٠٠٦ ، تفسير الخازن ٣ / ٢٩٢.
(٤) صفوة التفاسير ٢ / ٥٧.