شاركت في العبودية المصرية أو في الخروج من مصر ، وبخاصة قبيلة يهوذا ، والتي كانت بطنا كنعانيا ، أكثر منه جماعة أرامية مهاجرة ، وقد دخلت هذه القبيلة في المجموعة الإسرائيلية وامتصت مظاهرها القومية في تاريخ متأخر نسبيا ، وربما كان ذلك في عصر الحروب والعناء الطويل الذي نجح آخر الأمر في إدخال العبرانيين إلى فلسطين (١).
ويرى «أدولف لودز» أن الجزء الأكبر من القبائل الإسرائيلية لم تهاجر إلى مصر ، وإنما عاشوا حياة حل وترحال حول الواحات الجنوبية (بئر سبع وقادش) ، وأن بعض هذه القبائل هو الذي ذهب مهاجرا إلى مصر ، وهناك استعبدهم «رعمسيس الثاني» (١٢٩٠ ـ ١٢٢٤ ق. م) ، أو أحد أسلافه ، ثم هربوا بعد فترة ونصبوا خيامهم في واحة قادش ، ويبدو أنهم اتحدوا هناك مع القبائل التي بقيت في هذا الإقليم ، وكونوا معا أمة واحدة (٢).
وأما «هوجو جرسمان» فالرأي عنده أن القبائل التي نزلت إلى مصر إنما كانت قبائل بيت يوسف ، وربما شمعون ، ومن المحتمل كذلك لاوى ، ولكن الجزء الأساسي من الإسرائيليين قد بقي في فلسطين (٣).
ويرى «مارتن نوث» أن الرحيل من مصر ، والخلاص الذي تم عن «طريق البحر» ، لا يفترض عدد أكبر من قبائل كاملة ، وإنما جماعة صغيرة كانت في موقف يضطرها بسبب صغر حجمها إلى الهروب ، وأما اسم الجماعة فهي «جماعة راحيل» التي يقع الاختيار عليها غالبا بسهولة ، ولكن الأسباب التي تدعو إلى ذلك لا تبدو سليمة تماما ، وعلى أي حال ، فإنه من الخطأ أن نسأل عن : أي القبائل الإسرائيلية هي التي كانت في مصر ، لأن
__________________
(١) ٨ ـ ٧. J. Roth, A Short History of the Jewish People, p
(٢) ١٨٩ ـ ١٨٨. A.Lods ,op ـ cit ,p
(٣) ١٨٤Ibid ,p ..