قياسا للمعتلّ على الصحيح. وهو مذهب سيبويه ، وهو الصحيح. ومما يؤيّد ذلك كون المنقوص يمال في حال الرفع والخفض ، ولا يمال في حال النصب ، ومجيء الألف قافية في الرفع والخفض ، ولا تكون قافية في حال النصب إلّا قليلا جدّا ، على لغة من قال «رأيت زيد». قال العجاج :
*خالط ، من سلمى ، خياشيم وفا (١)*
والثاني : الوقف على النون الخفيفة ، اللّاحقة للأفعال المضارعة للتأكيد ، نحو «هل تضربن». فإنك إذا وقفت عليه قلت «هل تضربا». والسبب في ذلك أيضا ما ذكرناه في التنوين ، من قصد التفرقة بين النون التي هي من نفس الكلمة ، والنون التي تلحق الكلمة بعد كمالها. نحو قوله :
فإيّاك والميتات ، لا تقربنّها |
|
ولا تعبد الشّيطان ، والله فاعبدا (٢) |
يريد «فاعبدن».
والثالث : الوقف على نون «إذن». تقول «أزورك إذا» تريد : إذن. وإنما جاز ذلك في «إذن» ، وإن كانت النون من نفس الكلمة ، لمضارعتها نون الصّرف ونون التأكيد في السكون ، وانفتاح ما قبلها ، وكونها قد جاءت بعد حرفين ، وهما أقلّ ما يكون عليه الاسم المتمكّن نحو «يد» و «دم». وليست كذلك في «أن» و «لن» و «عن» ، لمجيئها بعد حرف واحد ، فلم تشبه لذلك التنوين.
فهذه جملة النونات التي أبدلت منها الألف.
* * *
__________________
(١) الرجز ، للعجاج في ديوانه ٢ / ٢٢٥ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٤٢ ، والدرر ١ / ١١٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٠٤ ، والمقتضب ١ / ٢٤٠.
(٢) البيت من الطويل ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٨٧ ، والأزهية ص ٢٧٥ ، وتذكرة النحاة ص ٧٢ ، والدرر ٥ / ١٤٩ وسر صناعة الإعراب ٢ / ٦٧٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٤٤.