٤٦٦ ـ رمى الله في عيني بثينة بالقذى |
|
وفي الغرّ من أنيابها بالقوادح (١) |
وقولهم : قاتله الله من شاعر ؛ فحذفت الهمزة على غير القياس تخفيفا ، لما صار : ويلمه ككلمة واحدة مفيدة لمعنى : عجبا.
وإمّا أن يقال : أصله : وي لأمه ، أي عجبا لها ، أيّ ولد ولدت ، فنقل ضمة الهمزة إلى اللام المتحركة على غير القياس ، وحذفت الهمزة تخفيفا لقصد التركيب المذكور ؛
والكسر على أن أصله : وي لأمه ، فحذفت الهمزة على غير القياس مع صحتها ؛
وأمّا نحو : ويكأن ، نحو (وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ ..)(٢) فهو عند الخليل وسيبويه : وي التي للتعجب ، ركبت مع «كأن» مثقلة ، كما في الآية ، أو مخففة ، كما في قوله :
٤٦٧ ـ وي كأن من يكن له نشب يح |
|
بب ، ومن يفتقر يعش عيش ضرّ (٣) |
وفي هذا القول نوع تعسف في المعنى ، لأن معنى التشبيه غير ظاهر في نحو قوله تعالى : (وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) إلى قوله «وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ» ؛ وفي قوله : ويكأن من يكن له نشب ؛
وقال الفراء : وي ، كلمة تعجب ، ألحق بها كاف الخطاب ، كقوله :
٤٦٨ ـ ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها |
|
قيل الفوارس ويك عنتر أقدم (٤) |
__________________
(١) رجح البغدادي أنه لجميل بثينة ، على المعنى الذي ذكره والقوادح جمع قادح وهو داء يصيب الأسنان فتسودّ ، ومن العجيب ان بعضهم يخرج البيت عن هذا المعنى الجميل الذي قاله الشارح فيقول ان المراد بالعينين في البيت : الرقيبان ، وان المراد بالغر من أثيابها : سادة قومها وكبراؤهم الذين يحولون بينها وبينهم ، وهو كلام غريب حقا ، انظر الخزانة ،
(٢) هذا الجزء وما سيأتي بعده من الآية ٨٢ في سورة القصص ؛
(٣) من شعر لزيد بن عمرو بن نفيل ، يصف ما يلقاه الإنسان حين يفتقر من أقرب الناس إليه حتى نسائه ، وفي هذا الشعر يقول عن امرأتين له :
سالتاني الطلاق أن رأتاني |
|
قلّ مالي ؛ قد جئتماني بنكر |
بتخفيف الهمزة من سألتاني وإبدالها ألفا على غير قياس ؛
(٤) من شعر عنترة بن شداد العبسي ، من المعلقة ،