فيجوز ، بالاتفاق ، بناؤها وإعرابها ، أمّا الإعراب فلعدم لزومها للإضافة إلى الجملة ، فعلة البناء ، إذن ، عارضة ، وأمّا البناء فلتقوّي العلة العارضة بوقوع المبني الذي لا إعراب؟؟؟ لا ولا محلا ، موقع المضاف إليه الذي يكتسي منه المضاف أحكامه ، من التعريف غير ذلك ، كما في باب الإضافة ،
وإمّا ألّا تضاف إلى الجملة المذكورة ، وذلك بأن تضاف إلى الفعلية التي صدرها مضارع ، نحو قوله تعالى : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)(١) ، أو إلى الاسمية ، سواء كان صدرها معربا أو مبنيا في اللفظ ، نحو : جئتك يوم أنت أمير ، إذ لا بدّ له من الإعراب محلا ؛ فعند البصريين لا يجوز في مثله إلا الإعراب في الظرف المضاف ، لضعف علة البناء ، وعند الكوفيين ، وبعض البصريين ؛ يجوز بناؤه ، اعتبارا بالعلة الضعيفة ، ولا حجة لهم فيما ثبت في السبعة (٢) من فتح قوله تعالى : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) ، لاحتمال كونه ظرفا ، والمعنى : هذا المذكور في يوم ينفع ؛ ولا في قوله تعالى : (يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً) (٣) على قراءة الفتح ، لاحتمال كونه بدلا من قوله قبل : (يَوْمُ الدِّينِ)(٤)
وأمّا «غير» ، المضاف إلى ما صدره : أنّ ، أو : أن ، و «مثل» المضاف إلى ما صدره : ما ، فيجوز بالاتفاق منهم إعرابها وبناؤها ، قال الله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٥) ، ففتح «مثل» مع كونه صفة لحقّ ، أو خبرا بعد خبر لإنّ ، ويجوز أن يكون منصوبا ، لكونه مصدرا بمعنى : أنه لحقّ تحققا مثل حقيّة نطقكم ، وقال :
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت |
|
حمامة في غصون ذات أو قال (٦) ـ ٢٢٨ |
ففتح غير ، مع كونه فاعلا ليمنع ، ويجوز أن يكون بناؤه لتضمنه معنى «الا» كما مرّ في باب الاستثناء ،
__________________
(١) الآية ١١٩ سورة المائدة وتقدمت قريبا ؛
(٢) هي قراءة نافع فقط من القراء السبعة ؛
(٣) الآية ١٩ سورة الانفطار ؛
(٤) أي في قوله تعالى قبل ذلك : يصلونها يوم الدين
(٥) الآية ٢٣ سورة الذاريات وتقدمت ؛
(٦) تقدم ذكره قريبا وفي باب الاستثناء في الجزء الثاني ؛