وقد تكون «إذا» مع جملتها ، لاستمرار الزمان نحو قوله تعالى : (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا ...) (١) ، أي هذه عادتهم المستمرة ، ومثله كثير ، نحو قوله تعالى : «وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا (٢) ..» ، و : (إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ..) (٣) ؛ والأصل في استعمال «إذا» ، أن تكون لزمان من أزمنة المستقبل مختص من بينها بوقوع حدث فيه مقطوع به ، والدليل عليه : استعمال «إذا» ، في الأغلب الأكثر في هذا المعنى ، نحو : إذا طلعت الشمس ، وقوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)(٤) ، ولهذا كثر في الكتاب العزيز استعماله ، لقطع علّام الغيوب سبحانه بالأمور المتوقعة ؛
وكلمة الشرط : ما يطلب جملتين يلزم من وجود مضمون أولاهما فرضا حصول مضمون الثانية ؛ فالمضمون الأول : مفروض ملزوم ، والثاني لازمه ،
فهذا المفروض وجوده قد يكون في الماضي ، فإن كان مع قطع المتكلم بعدم لازمه فيه ، فالكلمة الموضوعة له «لو» ، وإن لم يكن مع قطع المتكلم ، بعدمه ، استعمل فيه «إن» ، لا على أنها موضوعة له كما يجيئ ، فلهذا كان «لو» لانتفاء الأول لانتفاء الثاني كما يجيئ في حروف الشرط ، لأن مضمون جوابه المعدوم لازم لمضمون شرطه ، وبانتفاء اللازم ينتفي الملزوم ،
وقد يكون في المستقبل ، وقد وضعت له «ان» ، ولا يكون معنى الشرط في اسم الا بتضمن معناها ؛
فلو ، موضوعة لشرط مفروض وجوده في الماضي مقطوع بعدمه فيه ، لعدم جزائه ، وان ، موضوعة لشرط مفروض وجوده في المستقبل ، مع عدم قطع المتكلم ، لا بوقوعه فيه ، ولا بعدم وقوعه ، وذلك لعدم القطع في الجزاء ، لا بالوجود ولا بالعدم ، سواء شكّ
__________________
(١) الآية ١١ سورة البقرة.
(٢) الآية ١٤ سورة البقرة ، وهي أيضا من الآية ٧٦ في السورة نفسها ؛
(٣) الآية ٩٢ سورة التوبة.
(٤) أول سورة التكوير ؛