في وقوعه ، كما في حقنا ، أو لم يشكّ كالواقعة في كلامه تعالى ؛
وقد تستعمل «ان» الشرطية في الماضي على أحد ثلاثة أوجه ، امّا على أن يجوّز المتكلم وقوع الجزاء ، ولا وقوعه (١) فيه ، كقوله تعالى : «إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ» ؛ (٢) وإمّا على القطع بعدمه فيه ، وذلك المعنى الموضوع له «لو» ، كقوله تعالى : (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ)(٣) ، وإما على القطع بوجوده نحو : زيد وإن كان غنيا لكنه بخيل ، وأنت ، وإن أعطيت جاها : لئيم ؛ واستعمالها في الماضي على خلاف وضعها ولا تستعمل فيه ، في الأغلب ، إلا وشرطها «كان» لما يأتي في الجوازم ، وقد تستعمل «لو» في المستقبل بمعنى «ان» ، وقد تكون ، أيضا للاستمرار كما ذكرنا في «إذا» ، قال عليه الصلاة والسّلام : «لو أن لابن آدم واديين من ذهب ، لابتغى إليهما ثالثا» ، فنقول : (٤)
لما كان «إذا» موضوعا للأمر المقطوع بوجوه ، في اعتقاد المتكلم ، في المستقبل ، لم يكن للمفروض وجوده ، لتنافي القطع والفرض في الظاهر ، فلم يكن فيه معنى «ان» الشرطية ، لأن الشرط ، كما بيّنا ، هو المفروض وجوده ؛ لكنه لما كان ينكشف لنا الحال كثيرا في الأمور التي نتوقعها قاطعين بوقوعها ، على خلاف (٥) ما نتوقعه ، جوّزوا تضمين «إذا» معنى «إن» ، كما في «متى» وسائر الأسماء الجوازم ؛
فيقول القائل : إذا جئتني فأنت مكرم ، شاكّا في مجيئ المخاطب غير مرجح وجوده على عدمه ؛ بمعنى : متى جئتني : سواء ؛
لكن اضمار «ان» قبل «متى» وسائر الأسماء الجوازم ، على ما هو مذهب سيبويه في أسماء الشرط ، صار بعد العروض ، عريقا ثابتا ، إذ لم توضع في الأصل لزمان يقطع
__________________
(١) أي عدم وقوعه.
(٢) الآية ٢٦ سورة يوسف.
(٣) الآية ١١٦ سورة المائدة.
(٤) ما تقدم كان تمهيدا للكلام على إذا ؛
(٥) يعني ينكشف الحال على خلاف ..