المعنى ، ولكونها أولى ، أيضا ، رجع سبحانه بعد قوله خالدين ، إلى الحمل على اللفظ فقال : «خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا» ؛
وأمّا تقديم مراعاة المعنى على مراعاة اللفظ من أول الأمر ، فنقل أبو سعيد (١) عن بعض الكوفيين منعه ، والأولى الجواز على ضعف ، إلا في اللام الموصولة ، فإنه يمتنع ذلك فيها ، فلا يقال : الضاربة جاء ، لخفاء موصوليتها ؛
ثم إنك إن أتيت لها بصاحب من الموصوف أو المبتدأ ، نحو جاء الزيدان الضارب غلامهما ، وهم المؤدّب خدّامهم ، لم يجز فيما يعبّر عنها من الضمير واسم الإشارة مراعاة لفظها وإن كانت صالحة كمن ، وما ، للمفرد والمثنى والمجموع ، والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ، وذلك لخفاء موصوليتها ، وكونها كلام التعريف في نحو : هما الحسن غلامهما ، فكأن الضمير راجع إلى صاحبها لا إليها ، وإن لم تجئ بصاحبها ، جاز مراعاة لفظها ، كقوله :
٤٣٠ ـ أو تصبحي في الظاعن الموليّ (٢)
أي في الظاعنين المولّين ، ويجوز أن يكون افراده لكونه صفة [مقدر مفرد اللفظ ، أي في الجمع الظاعن] ؛ (٣)
__________________
(١) كنيته السيرافي ، وتقدم ذكره ،
(٢) من أرجوزة لمنظور بن مرثد الأسدي وقبله : إن تبخلي يا هند أو تعتلّي ، ـ وجواب الشرط قوله :
نسلّ وجد الهائم المغتلّ |
|
ببازل وجناء أو عيهلّ |
وقوله : نسلّ مضارع من التسلية ، والمغتلّ من الغلّة وهي شدة العطش وقوله ببازل .. إلخ متعلق بقوله نسلّ
(٣) ما بين القوسين ليس في المطبوعة ، وذكر الجرجاني في تعليقاته انه يوجد في بعض النسخ ، وذكره مفيد ، ليتم به المقصود