عن حاله ، لأنه لا يعرفه كل أحد حتى يسأل عنه ، ثم نقلت (١) عن الاستفهامية إلى الصفة ، فاعتور (٢) عليها إعراب الموصوف ؛
وأيّ ، معربة من بين أخواتها الموصولات ، على اختلاف في : اللذان واللتان ، وذو ، الطائية ، ومن بين (٣) أخواتها المتضمنة لمعنى الاستفهام والشرط ، وإنما ذلك لإلزامهم لها الإضافة المرجحة لجانب الاسمية ، وليس كل مضاف بمعرب ، بل ما هو لازم الإضافة ، ألا ترى إلى عدم إعراب : خمسة عشرك ، وكم رجل ، لعدم لزومهما الإضافة ، وكذا يضاف «لدن» إلى الفعل أيضا ، كما يضاف إلى الاسم ، والإضافة إليه كلا إضافة ، كما يجيئ في الظروف المبنية ؛
وإنما ألزموها (٤) الإضافة ، لأن وضعها لتفيد بعضا من كل ، كما مرّ في باب الوصف ، فإذا حذف المضاف إليه ، فإن لم يكن مقدّرا ، لم تعرب كما في النداء وإن كان مقدّرا بقيت على إعرابها ؛ كما في قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا)(٥) ، الا في : كأيّن ، فإنه مقطوع عن الإضافة مع إعرابه ، وذلك لأنه يصير كالمبني على ما يجيئ في الكنايات ؛
قوله : «إلا إذا حذف صدر صلتها» ، صلتها : امّا اسمية أو فعلية ؛ والفعلية لا يحذف منها شيء ، فلا تبنى «أي» معها ؛
والاسمية قد يحذف صدرها ، أعني المبتدأ ، بشرط أن يكون ضميرا راجعا إلى «أيّ» ، فلا يحذف المبتدأ في نحو : اضرب أيهم غلامه قائم ، وأيهم زيد غلامه ؛
وإنما يحذف كثيرا مع «أي» دون سائر الموصولات لكونه مستقلا بنفسه مع صلته
__________________
(١) يريد لفظ أيّ ، المستعمل في مثل : برجل أيّ رجل. يعني أنها نقلت من الاستفهام إلى الوصف بها.
(٢) أي تعاقب عليها الاعراب
(٣) يعني : وهي أيضا معربة من بين أخواتها في الاستفهام ؛
(٤) المراد «أيّ» في حالة إعرابها ،
(٥) الآية السابقة من سورة الاسراء،