قال سيبويه (١) : لو جاز : اضرب أيّهم أفضل على الحكاية ، لجاز : اضرب الفاسق الخبيث ، أي : اضرب الذي يقال له : الفاسق الخبيث ، بلى ، مثل ذلك يجيئ في ضرورة الشعر ، لا في سعة الكلام ؛
ومذهب يونس في مثله أن الفعل الذي قبل «أيّ» معلق عن العمل ، ويجيز التعليق في غير أفعال القلوب ، أيضا ، نحو : اضرب أو اقتل : أيهم أفضل ؛ كما يجيء ، في باب أفعال القلوب ؛
وليس بشيء ؛ لأن المعلّق يجب كونه في صدر جملة ، والمنصوب بنحو : اضرب ، واقتل ، لا يكون جملة ، والمعلّق امّا استفهام أو نفي أو لام الابتداء ، و «أي» بعد : اضرب ، واقتل ، لا تكون استفهامية ، إذ لا معنى لها إلا على وجه الحكاية ، كما قال الخليل ، بل هي موصولة بعده ؛
وقال الأخفش في الآية : «من» فيها زائدة ، كما هو مذهبه من زيادة «من» في الموجب ،. وكل شيعة مفعول لتنزعنّ ، وأيهم أشد ، جملة مستأنفة ، لا تعلق لها بالفعل ، وقال المبرد : أيّهم فاعل «شيعة». أي : لننزعن من كل فريق يشيع أيهم هو أشد ، وأي بمعنى الذي ،
وعند أبي عمرو (٢) : أيّة (٣) إذا حذف منها ما تضاف إليه منعت الصرف ، نحو : اضرب أيّة لقيتها ، قال : لتعرفها بالصلة ، والتأنيث ، فزاد على مذهبه في التعريف المانع من الصرف : تعريف الموصولات ، واعتدّ بتاء التأنيث بلا علميّة ؛ وغيره يصرفها وهو القياس ؛
__________________
(١) سيبويه ١ / ٣٩٨
(٢) أبو عمرو بن العلاء من متقدمي النحاة وأحد القراء السبعة ، وتكرر ذكره في هذا الشرح ،
(٣) التأنيث في لفظ أيّة قليل وتقدم ذلك ؛