انكار فانه بعد العلم بثبوت الحكم لا اعتداد بالامارات (قوله ليس ما خاطبوا به الخ) عبارة الكشاف فان قلت لم كان مخاطبتهم المؤمنين بالجملة الفعلية وشياطينهم بالاسمية محققة بان قلت ليس ما خاطبوا به المؤمنين الخ فقوله لانهم فى ادعاء حدوث الايمان دليل لمخاطبتهم المؤمنين بالجملة الفعلية يعنى انهم فى ادعاء حدوث الايمان والمفيد له الجملة الفعلية الدالة على الحدوث واما ترك التأكيد المستفاد من قوله بالجملة الفعلية اى فقط من غير تأكيد ومن مقابلته بالاسمية محققة بان فدليله قوله لا فى ادعاء انهم اوحديون فيه (قوله جديرا باقوى الكلامين) نقل عنه يعنى ليسوا فى ادعاء معنى يكون جديرا بالكلام القوى الوكيد فكيف بالاقوى الاوكد والظاهر انه لم يقصد بالاقوى التفضيل على كلام قوى يرشدك الى هذا جعل مخاطبة اخوانهم مظنة للتحقيق ومئنة للتوكيد انتهى يريد دفع ما يرد من ان افعل التفضيل يقتضى اشتراك الكلامين فى القوة مع انه لا قوة فى قولهم آمنا ويشعر بان مخاطبة المؤمنين جديرة بالكلام القوى والدليل يدل على عدم كونها جديرة بالكلام القوى وحاصل التوجيه الاول ان النفى المستفاد من ليس متوجه الى اصل الفعل لا الى الزيادة فاندفع الايراد الثانى واختيار صيغة التفضيل لكون قولهم انا معكم اقوى حيث اتى بالاسمية المحققة بان مع التأكيد بقولهم انما نحن مستهزؤن وان افعل المضاف مستعمل للزيادة المطلقة يشير اليه قوله بالاقوى الاوكد حيث لم يذكر المفضل عليه لا للزيادة على ما اضيف اليه فلا يقتضى الاشترك فى اصل الفعل كما فى محله فاندفع الايراد الاول وحاصل التوجيه الثانى ان صيغة التفضيل مجرد عن معنى التفضيل وصيغة التفضيل المضاف تجئ بمعنى اصل الفعل نص عليه فى التسهيل وشرحه للعلامة المصرى والدليل على ذلك انه اثبت فى مخاطبة الشياطين مجرد القوة والتأكيد لا الزيادة فيها فاندفع الايراد ان معا (قوله لا فى ادعاء انهم اوحديون فيه) لم يقل لا فى ادعاء تحقيق الايمان وتقريره مع انه المستفاد من التأكيد اشارة الى ان تحقيق الايمان وتأكيده كناية عن كونهم اوحد بين فيه مفارقين عن اخوانهم فى تلك الصفة يدل عليه قولهم لاخوانهم انا معكم (قوله اما لان انفسهم الخ) دليل لنفى الادعاء المذكور وهو محل استشهاد الشارح رحمه الله حيث يفهم منه ان ترك التأكيد فيه لعدم المساعدة او لعدم الرواج (قوله واما مخاطبة الخ) عطف على قوله ليس ما خاطبوا الخ (قوله بالثبات على اليهودية) اشارة الى وجه ايراد الاسمية (قوله فهم فيه على صدق رغبة) فيليق بالتأكيد والاطناب فهم مبتدأ خبره على صدق رغبة والجملة خبر مخاطبة اخوانهم والعائد محذوف اى فيها وفيه متعلق برغبة اى فهم