فى تلك المخاطبة على صدق رغبة فى الاخبار بالثبات على اليهودية (قوله مظنة) بكسر الظاء اسم مكان والقياس الفتح كسروها فرقا بينه وبين المصدر اى فموضع يظن فيه التحقيق (قوله ومئنة للتوكيد) اى موضع يقال فيه انه يؤكد فى الاساس فلان مئنة للخير اى موضع يقال فيه انه الخير وفى القائق وحقيقتها انها مفعلة من معنى ان التأكدية غير مشتقة من لفظها لان الحروف لا يشتق منها وانما ضمنت حروف تركيبها لايضاح الدلالة على ان معناها فيها والمعنى مكان لقول القائل انه كذا ولو قيل اشتقت من لفظها بعد ما جعل اسما كان قولا انتهى ولا يخفى ان القول بعدم الاشتقاق فى الحروف يستلزم عدم انعكاس تعريفه حيث اطلقوا الكلمة ولم يقيدوها بما عدا الحروف (قوله وقد يؤكد الخ) اى قد يجئ التأكيد فى الخبر بالنسبة الى لازم الفائدة (قوله وعليه قوله تعالى الخ) فالتأكيد ليكون الرد موافقا للمردود (قوله لدفع الايهام الخ) اى لدفع ايهام رجوع التكذيب المدلول بقوله تعالى (إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) الى كونه رسول الله لان قوله والله يعلم انك لرسوله من مقول الله معطوف على اذا جاءك المنافقون ولا يجوز ان يكون من مقول المنافقين معطوفا على نشهد ويكون التأكيد المستفاد من قوله والله يعلم بالنسبة الى لازم الفائدة اى والله يعلم انا عالمون مصدقون بانك لرسول الله لانه حينئذ يكون تأكيدا لقولهم نشهد انك لرسول الله فلا يصح عطفه عليه بالواو (قوله ثم الاسناد مطلقا) اى النسبة مطلقا بقرينة ادخال اسناد المشتقات والمصدر فى تعريف الحقيقة والمجاز والاصل ان يكون القسم اخص من المقسم مطلقا والتعرض لتعميم الخبرى والانشائى لدفع توهم تخصيصه بالخبرى او المراد بالخبرى اعم من ان يكون صريحا او ضمنا (قوله لئلا يعود الخ) يعنى لو ذكر الضمير لكان مقتضى الظاهر رجوعه الى الاسناد الخبرى لانه المذكور صريحا فعدل عنه الى الظاهر ليكون هذا العدول قرينة على ان المراد به غير الاول وقولهم المعرفة اذا اعيدت معرفة كان الثانى عين الاول ليس على اطلاقه بل مقيد بما اذا خلا عن قرينة المغايرة نص عليه فى التلويح ويجئ فى بحث التشبيه ايضا (قوله لان من الاسناد الخ) يعنى لو قال بكلمة اما لافاد حصره فى القسمين وليس كذلك فما قيل انه يجوز ان يكون كلمة اما لمنع الجمع لا لمنع الخلو منشأه عدم العلم بفائدة التقسيم على انه يكفى فى العدول توهم منع الخلو ولا يجب ان يكون نصافيه (قوله بعضه حقيقة) اشار الى ان من بتأويل البعض مبتدأ وما بعده خبره لانه محط الفائدة كما حققه فى شرح الكشاف (قوله يعنى الخ) يريد دفع ما يترائى