والاحاطة اذا لمعنى نفى الواحد من حيث الانفراد نعم له عموم على سبيل البدل اذ يجوز ان يكون ذلك الواحد المنفرد زيدا او عمرا او بكرا فمن قال فيه مناقشة فانه يفيد نفى فرد موصوف بالوحدة على الاطلاق سواء كان زيدا او عمرا او غير ذلك فيتحقق العموم لم يأت بشئ (قوله ولقائل ان يقول الخ) يعنى ان المدعى ان استغراق المفرد سواء كان بحرف التعريف او بغيره اشمل من استغراق الجمع والبيان الذى ذكره المصنف رحمه الله تعالى لا يجرى الا فى النكرة المنفية فلا يتم التقريب فهو منع لاستلزام الدليل المذكور للمدعى ويتم بقوله فلا نسلم ذلك فى المعرف باللام وقوله بل الجمع المحلى الخ اعراض عن المنع واثبات للمساواة بينهما استظهارا (قوله مثل المفرد) المحلى بلام الاستغراق فى كون كل منهما لشمول فرد فرد وان كان فرق بينهما من حيث انه لا يستثنى من المفرد المستغرق الا الواحد ويستثنى من الجمع الواحد والاثنان والجماعة فى الرضى فى بحث المعرفة لا يستثنى من المفرد الا المفرد وقوله تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) اى الا كل واحد منهم ولا يجوز ان يقال الرجل يرفع هذا الحجر الا الزيدين معا او الا ثلاثكم معا وكذا لا يستثنى من المثنى الا المثنى واما الجمع فيصح استثناء الواحد والمثنى والجمع منه نحو لقيت العلماء الا الزيدين او الا زيدا وذلك لان الجمع المحلى باللام فى مثل هذا الموضع يستعمل بمعنى كل منكر مضاف الى مفرد وغيره فمعنى لقيت العلماء الا الزيدين او الا زيدا اى كل عالم وكل عالمين وكل علماء انتهى والسر فى ذلك ان الجمع المستغرق مستعمل للجنس المطلق اى من غير اعتبار معنى الجمعية (قوله ولهذا صح الخ) اى بلا تأويل لما عرفت مما نقلناه من الرضى والصواب ترك لفظ القوم لان الكلام فى الجمع صيغة والقوم مفرد اللفظ مجموع المعنى لانه اسم لجماعة من الرجال خاصة فاستغراقه يكون بمعنى كل قوم فلا يصح استثناء زيد منه الا باعتبار ان مجئ القوم يستلزم مجئ الآحاد وقد نص فى التلويح ان استثناء زيد فى جاءنى القوم الا زيدا باعتبار ان مجئ المجموع يستلزم مجئ كل واحد (قوله مع امتناع قولك جاءنى الخ) اى من غير تأويل لعدم تحقق شرط الاستثناء المتصل وهو دخول المستثنى فى المستثنى منه لو الاستثناء لان زيدا ليس بجماعة واما التأويل بان يراد كل فرد من كل جماعة لان مجئ الجماعة يستلزم مجئ افرادها فيصح كما فى قولك له علىّ عشرة الا واحدا اى كل جزء من العشرة وفى قولك ضربت زيدا الا رأسه اى كل عضو منه* قال قدس سره يستلزم تكرارا الخ* وفى شرحه للمفتاح وحينئذ يشترط ان لا يتداخل الجماعات واجزاؤها حذرا عن التكرار وفيه انه حينئذ للجمع