ما يستصوبونه (قوله بعد قوله اه) انما قال ذلك ليظهر ان مقتضى الظاهر الله مستهزئ عدل عنه الى المضارع لافادة الاستمرار التجددى والله مستهزئ وان كان دالة على الدوام بمعونة المقام الا ان الاستمرار التجددى ابلغ (قوله ليكون المعنى اه) هذا بيان لحاصل المعنى وما يؤل اليد وكذا ما فى المفتاح لما عرفت من ان المعنى ان انتفاء عنتكم بسبب انتفاء اطاعتكم فى كثير من الامر وذلك لان الاطاعة فى كثير من الامر تستلزم استمرار الاطاعة فان اعتبر النفى المستفاد من كلمة لو مقدما على الاستمرار كان مأل المعنى انتفاء استمرار الاطاعة وان اعتبر الاستمرار مقدما على النفى كان مأله استمرار انتفاء الاطاعة ووجه آخر وهو انه ان كان فى كثير متعلقا بيطيعكم كان مأله الى انتفاء استمرار طاعتكم وان كان متعلقا بالنفى المستفاد من كلمة لو كان مأله الى استمرار امتناع طاعتكم* قال قدس سره فظاهر* لان استفادة المعانى من الالفاظ على وفق ترتيبها* قال قدس سره واما موافقته الخ* لا يخفى ان موافقته اياهم اما بالوحى او بالاجتهاد وهو ايضا وحى عند من يجوزه للانبياء عليهم السّلام لامتناع تقررهم على الخطاء وعلى كل تقدير لا موافقة لرأيهم فالنبى عليه الصلاة والسّلام مستمر على امتناع اطاعتهم وانه لو اطاعهم فى شئ لوقعوا فى العنت والامر بالمشاورة له لمجرد تطييب قلوبهم (قوله وللثانى ايضا وجه) بناء على ان البليغ يصور المعانى الاصلية اولا فى الذهن ثم يعتبر فيها الخصوصيات والمزايا فالنفى والاثبات مقدم فى الاعتبار على استمرار وعدمه (قوله الخطاب الخ) ففى التخصيض تسلية للرسول عليه السّلام وفى التعميم تفضيخ لهم بظهور شناعة حالهم على كل احد (قوله اروها الخ) قال الزجاج قوله تعالى (إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ) يحتمل ثلثة اوجه الاول ان يكونوا قد وقفوا عندها حتى يعاينوها فهم موقوفون الى ان يدخلوها والثانى ان يكونوا قد وقفوا عليها وهى تحتهم يعنى انهم وقفوا فوق النار على الصراط وعلى هذين الوجهين وقفوا من وقفت الدابة والثالث انهم عرفوها من وقفته على كلام فلان علمته معناه (قوله وجواب لو محذوف) وكذا مفعول ترى اى لو ترى الكفار فى وقت وقوفهم ولا يجوز ان يكون اذ مفعولا لانه اخراج لا ذو الرؤية عن الاستعمال الشائع اعنى الظرفية والادراك البصرى من غير ضرورة (قوله لرأيت امر افظيعا) يقصر العبارة عن تصويره قدر الماضى على طبق الكشاف رعاية لمقتضى الظاهر فى لو وموافقة لقوله تعالى (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ) (قوله فهذه الحالة) اى رؤية الكفار فى تلك الاوقات بدليل قوله فاستعمل لو وقال السيد فى شرح المفتاح وهذه الامور انما تقع فى الآخرة وفسرها فى الحاشية بقوله يعنى ان وقوفهم على النار وكونهم ناكسى رؤسهم