وكونهم موقوفين عند ربهم امور مستقبلة توجد يوم القيمه لكنها لتحقق وقوعها نزلت منزلة الماضى المقطوع به فاستعمل فيها لو واذا المختصان بالماضى كانه قيل هذه احوال قد تحققت وانقضت وانت ما رأيتها وحينئذ كان المناسب ان يقول ولو رأيت لكنه عدل الى صيغة المستقبل تنبيها على نكتة اخرى وهى ان اللفظ المستقبل الصادر عمن لا خلاف فى اخباره بمنزلة الماضى المعلوم تحقق معناه انتهى ويرد عليه ان كون هذه الامور بمنزلة الماضى يقتضى التعبير عنها بصيغة الماضى وادخال اذ عليها لا استعمال لو فانه انما يتربب على تنزيل الرؤية المستقبلة منزلة الماضى وانا لا نسلم ان المناسب لكون تلك الامور متخققة ان يقال لو رأيت (قوله قد انقضى هذا الامر) اى رؤيتهم فى تلك الاوقات (قوله هكذا ينبغى الخ) يعنى ينبغى ان يفهم ان ما هو منزل منزلة الماضى هو اصل الرؤية لتحقق وقوعه والذى فرض وقوعه ادخل عليه لو هو الرؤية بالنسبة الى المخاطب كما يدل عليه قوله لكنك ما رأيته وفى شرح المفتاح وانت لو رأيتها لرأيت العجيب فاندفع ما يقال ان خبر الصادق يدل على تحققه واما فرض الصادق فلا لان المفروض انما هو النسبة الى المخاطب واما اصل الرؤية فمذكور لا على وجه الفرض فدخول لو يجعل اصل الرؤية المستقبلة بمنزلة الماضى وكذا اندفع ايضا ما يقال ان تنزيل المضارع منزلة الماضى فى التحقق ينافى دخول لو الدالة على الامتناع لان الامتناع باعتبار الاسناد الى المخاطب والتحقق لاصل الفعل فذكر لو يدل على ان الرؤية بمثابة من الفظاعة يمتنع معها رؤية المخاطب (قوله فى احد قولى البصريين) وهو لزوم وقوع الماضى بعد رب دون القول الآخر لهم وهو جواز وقوع الحال والاستقبال بعدها يدل على ذلك تفريعه على ما تقدم بقوله فقوله (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ) الخ (قوله والفعل المتعلق به رب محذوفا) لانه حينئذ لا يجوز تعلقه بيود ولا بد له فعل يتعلق به على ما ذهب اليه الجمهور من كونه حرف جر واما على مذهب الاخفش واختاره الشيخ الرضى من كونه مبتدأ لا خبر له والمعنى قليل او كثير وداد الذين كفروا فلا حاجة اليه (قوله من التعسف) لان المعنى على تقليل ودادهم لا على تقليل شئ يودونه الا ان يراد رب شئ يودونه من حيث انهم يودونه (قوله وبتر النظم) اى قطع قوله تعالى (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) عما قبله (قوله ورب ههنا لتقليل النسبة) فى الحديث لا يزال الرب يرحم ويشفع اليه حتى يقول من كان من المسلمين فليدخل الجنة فيتمون الاسلام (قوله لتقليل النسبة) اى للتقليل بالنسبة الى اصل زمان ذهاب عقلهم من الدهشة (قوله مستعارة للتكثير) اى مستعارة بالنسبة الى