الى ما قيل ان المراد من التقديم تقديم المفعول على الفعل لا مطلق التقديم لان تقديم بعض معمولاته على بعض ليس للتخصيص على ما سيظهر (قوله يعنى ان التخصيص الخ) يعنى ان الغالبية ليست بالنسبة الى الاوقات والاحوال حتى تنافى اللزوم بل بالنسبة الى المواد كما فى عبارة الكافية وشرطها ان تكون نكرة وصاحبها معرفة غالبا (قوله قال الله تعالى الخ) استشهد بامثلة كثيرة من القرأن كلها مما فيه التقديم لرعاية الفاصلة او لمجرد الاهتمام ولو ترك بعضها واورد فيه التقديم لاغراض اخر لكان احسن (قوله وقال خذوه الخ) اى يقول الله تعالى لخزنة يديه الى عنقه فى الغل (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) ادخلوه النار كذا فى الكواشى وفى تفسير القاضى ثم لا تصلوه الا الجحيم وهى النار العظمى لانه كان يتعظم على الناس (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً) اى طويلة فاسلكوه فادخلوه فيها بان تلقوها على جسده وهو فيما بينها مرهق لا يقدر على حركة وتقديم السلسلة كتقديم الجحيم للدلالة على التخصيص والاهتمام بذكر انواع ما يعذب به وثم لتفاوت ما بينها فى الشدة ويجوز ان يكون على حقيقته بان يكون الغل بعد الاخذ متصلا والادخال فى الجحيم والسلك متراخيا وفاء فاسلكوه زائدة لتأكيد الحكم لامتناع اجتماع حرفى العطف (قوله مما لا يحسن وفيه الخ) فيه اشارة الى جواز اعتبار التخصيص فى بعض الامثلة كما مر لكنه غير حسن وفيه تأمل (قوله حتى ذكر الخ) ليت شعرى ما وجه عدم القول بالتخصيص فيه فان التنزيه عن الشرك واجب على كل مسلم فى كل حال وهو مضمون كلمة التوحيد وسورة (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) والقصر الحقيقى لا يجب فيه رد اعتقاد المخاطب (قوله ما ذكره الشيخ الخ) قال فى الايضاح قوله الله احمد على طريقة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) تقديما للاهم وما ينقل انه للحصر لا دليل عليه والتمسك فيه بمثل بل الله فاعبد ضعيف لانه قد جاء فاعبد الله وكتب فى حاشيته على قوله لا دليل عليه لان المعبودية من صفاته الخاصة فالحصر مستفاد من الحال لا من التقديم وحينئذ يسقط اعتراض الشارح رحمه الله تعالى لان الذوق وقول ائمة التفسير يدلان على ان معناه نخصك بالعبادة لا على انه مستفاد من التقديم ولك ان تحمل كلام ابن الاثير على هذا المعنى (قوله اى بعده) تعيين لمعنى وراء فانه من الاضداد بمعنى الخلف والقدام واصله الستر والبعدية بحسب الرتبة (قوله اهتماما بالمقدم) اى نوع اهتمام على ما ذكر فى المفتاح بشان المقدم فى ان يتعلق به الحكم مدحا كان او ذما او كراهة او استلذاذا او غير ذلك على حسب ما يقتضى تخصيصه بالمقدم كذا فى شرحه للمفتاح (قوله قال الشيخ الخ) تأييد لافادة التقديم للاهتمام بوجه من الوجوه