دقيق فليتأمل فى مفهوميهما حتى لا يلتبس احدهما بالاخر فى الموارد وقد بين السيد مفهوميهما بما لا مزيد عليه وبذلك يرتفع الاشتباه بينهما فى الموارد فمن قال فسر السيد دعوى الشارح رحمه الله تعالى دقة الفرق بدقة الفرق بين مفهومى الادعائى والاضافى وهذا غير خفى فقد خفى عليه مقصود السيد (قوله متجاوزا) اى ذلك الامر او المخصص وفيه اشارة الى ان نصب دون على الحالية وقيل ان نصبه على الظرفية وان لم يبق ظرفا كما هو شان الظروف اللازم الظرفية وفيه ان كونه لازم الظرفية ممنوع فى الرضى ان دون بمعنى قدام نادرة التصرف وبمعنى اسفل متصرفة يقال انت دون زيد وهذا شئ دون اى خسيس وبمعنى غير لا يتصرف نحو اءتخذ من دونه آلهة (قوله ادنى مكان) اى اقرب مكان لكن الظمع انحطاط يسير فان دون نقيض فوق على ما فى الصحاح فهو ظرف مكان مثل عند الا انه ينبئ عن دنو اكثر وانحطاط قليل ونبه باختيار ادنى على ان بين دون وادنى اشتقاقا كبيرا لتناسبهما فى المعنى مع الاختلاف فى ترتيب الحروف (قوله فى الاحوال والرتب الخ) تشبيها لها بالمراتب الحسية وشاع استعماله فى ذلك اكثر من استعماله فى الاصل فلذا اتسع فى ذلك واستعمل فى كل تجاوز حد والا يلزم المجاز على المجاز (قوله فى كل تجاوز الخ) وان لم يكن تفاوت وانحطاط وهو بهذا المعنى قريب من غير كما الرضى فى بحث المفعول فيه (قوله وكذا الكلام الخ) من انه ان اريد مكان صفة واحدة اخرى او مكان امر واحد آخر يخرج ما اذا اعتقد المخاطب اكثر من صفتين او امرين وان اريد اعم دخل القصر الحقيقى لانه يصدق عليه (٩) تخصيص صفة مكان سائر الصفات ومكان امر دون سائر الامور (قوله فان قلت تخصيص الخ) ان قرر السؤال كما قرره السيد اتجه الجواب الذى ذكره الشارح رحمه الله تعالى والبحث الذى ذكره السيد لكن يرد عليه انه يقتضى ان لا يوجد القصر الحقيقى والسائل بنى سؤاله بدخوله فى غير الحقيقى على وجوده كما تقرر سابقا من ان القصر نوعان ولذا قال السيد الاولى ان يورد هذا السؤال ابتداء شبهة على القصر الحقيقى ويمكن تقريره بحيث لا يتجه جواب الشارح رحمه الله تعالى ولا بحث المحشى بان يقال نختار ان المراد باخرى اعم من الوحد والاثنين والجمع ولا يدخل فيه القصر الحقيقى لانه تخصيص امر بصفة اى اثبات صفة له ونفى سائر الصفات لا تخصيص امر بصفة دون سائر الصفات فان هذا القيد يقتضى اعتقاد المخاطب اتصافه بجميع الصفات لان قولنا دون اخرى معناه متجاوزا عن صفة اخرى اعتقدها المخاطب والاللغا ذكره لان نفى صفة اخرى مطلقا قد فهم من لفظ التخصيص فيكون معنى دون سائر الصفات
__________________
(٩) تخصيص امر بصفة مكان سائر الصفات او صفة بامر مكان سائر الامور نسخة