بخلاف صورة المفعول واما ما قيل من ان اقتضاءه الفاعل اشد فلا يظهر وجهه (قوله والواو للحال) لانه المنساق الى الفهم ولموافقة قوله وحدى فانه حال ومشاركة الورى للشاعر مفهوم من لفظة معى مع احتياج العطف على الضمير المستتر فى امدحه الثانى الى اعتبار تقدم العطف على اعتبار الجزائية لئلا يتحد الشرط والجزاء والى حمل معى على الاجتماع زمانا فان المشاركة فى المدح مستفادة من العطف وكلاهما خلاف الظاهر (قوله على كلام غير فصيح الخ) لان سبحه جملة وهذا لا ينافى ما مر من ان اشتمال القرآن على كلمة مشتملة على سبب يخل بالفصاحة لا يضر فصاحتها لوجود ما يمنع السببية لانه فى الكلمة دون الكلام حيث قالوا ولكل كلمة مع صاحبتها مقام ليس له مع اخرى (قوله اى كون الكلام معقدا الخ) فسر بذلك ليصير صفة للكلام مخلا بفصاحته معتبرا خلوصه عنه كما ان كونه غير ظاهر الدلالة صفة له بخلاف المصدر المبنى للفاعل واما الاعتراض بان ما ذكره تفسير للتعقد لا للتعقيد فغير مندفع لانه على تقدير كونه مصدرا مبنيا للمفعول بكون معناه المعقدية وهى عبارة عن مجعولية الكلام غير ظاهر الدلالة لا كونه غير ظاهر الدلالة فاما ان يقال ان المراد بالمصدر المبنى للمفعول الحاصل بالمصدر اعنى الهيئة (٧) المترتبة عليه او يقال مبنى على التسامح بناء على ظهور ان المراد جعله غير ظاهر الدلالة والاظهر ان يقال هذا تفسير للتعقيد الاصطلاحى فلا يحتاج الى جعله مصدرا مبنيا للمفعول والى تكلف فى صحة الحمل (قوله على المعنى المراد) بقيد المراد يمتاز التعقيد عن الغرابة فانها كون اللفظ غير ظاهر الدلالة على المعنى (قوله لخلل الخ) داخل فى التعريف لاخراج المتشابه والمجمل والمشكل فان عدم ظهور دلالتها ليس لخلل فى النظم او لانتقال بل لارادة المتكلم اخفاء المراد منها لحكم ومصالح على ما تقرر فى محله وكلمة اما لمنع الخلو ووجه انحصار موجب التعقيد فى الخللين ان الكلام اما ان يراد معناه المطابقى وعلى هذا لا يكون التعقيد الا لخلل فى النظم لان فهم المعنى المطابقى بعد العلم بوضع المفردات وهيئتها التركيبية يكون ظاهرا او يراد غيره فاما ان لا يكون بين المعنى المطابقى وذلك المعنى لزوم وحينئذ لا يفهم منه المراد اصلا فيكون فاسدا لا معقدا فانه عبارة عن عدم الظهور لا عن عدم الدلالة واما ان يكون اللزوم ظاهرا فال كانت القرينة على عدم ارادة المعنى المطابقى ظاهرة فلا تعقيد اصلا وان كانت خفية او يكون اللزوم خفيا فى نفسه او لوجود الواسطة يحصل التعقيد لخلل فى الانتقال وما قيل انه (٨) لو دخل قوله لخلل في النظم فى التعريف يلزم ان يكون اجتماع امور كل واحد منها شائع الاستعمال خللا
__________________
(٧) اى كون الكلام معقدا وهو بعينه كون الكلام غير ظاهر الدلالة على المعنى المراد فيصح الحمل فتأمل م
(٨) لكن اعترض عليه بان التعقيد اللفظى اذا حصل باجتماع امور يكون كل منها جاريا على القياس كيف يحترز بالنحو عنه وسيصرح الشارح بان ما يحترز به عن ضعف التأليف والتعقيد اللفظى علم النحو فان قلت يجوز ان يكون كل منها جاريا على القياس ولا يكون مجموعها جاريا عليه فيجوز ان يحترز عنه بالنحو قلت فعلى هذا يكون ذكر ضعف التأليف مغنيا عن ذكر التعقيد اللفظى لانه حينئذ يكون مخالفا لما ثبت عندهم من القواعد ومنه ههنا قيل الاولى ان ذكر التعقيد اللفظى بعد ذكر ضعف التأليف تخصيص بعد التعميم وستعرف جوابه فى آخر المقدمة (حسن چلبى)