السّلام (قوله فهو جواب للسؤال عن السبب الخاص) والمخاطب به من يعلم اسبابا شتى لطلب العبادة من الاستحقاق وشكر النعمة والتخليس من العذاب والتنعيم فيطلب تعيين واحد منها وهو الاستحقاق ويقول هل العبادة حق له (قوله بيان ظاهر لمطلق السبب الخ) والمخاطب به من هو حال عن طلب السبب والمتكلم به يلق اليه الحكم المعلل ابتداء (قوله ووصل ظاهر) اى ربط للسبب مع المسبب بحيث لاخفأ فيه (قوله بحرف موضوع للوصل) فان قلت الفاء تدل على التعقيب فكيف تدخل على السبب الذى هو مقدم على المسبب قلت باعتبار انه متأخر عنه فى الذكر عند بيان السببية (قوله وصل خفى) لانه جواب للسؤال المقدر والمخاطب به من يصدق ان لطلب العبادة سببا ويطلب شرح ماهيته ويحصل ذلك بذكر السبب المعين والتصديق الحاصل فى ضمنه ليس مقصودا له (قوله وهذا ابلغ الوصلين) اى الوصل التقديرى ابلغ من الوصل الظاهرى لكون الاعتماد فى الاول على العقل وفى الثانى على اللفظ ولان العلم بالسبب بعد السؤال اوقع فى القلب من العلم به من غير السؤال (قوله فيتفاوت هذه الثلاثة الخ) كما عرفت سابقا بيانه (قوله نحو قالوا سلاما قال سلام) السكات المذكورة انما تراعى فى الحكاية لا المحكى لانها الكلام البليغ غاية البلاغة فمن قال يحتمل ان يكون تقاولهم بلغة يعتبر فيها مثل ما يعتبر فى اللغة العربية ويحتمل ان يكون بها لانهم كانو قبل يتكلمون باللغة العربية نعم شيوع هذه اللغة انما كان من اسمعيل عليه السّلام فقد بعد عن المقصود (قوله زعم) اكثر استعماله فى الاعتقاد الباطل وقد يستعمل فى الحق على ما فى القاموس ويدل عليه قول الشاعر صدقوا (قوله اى اوقع عنه الاستيناف الخ) بيان لحاصل المعنى فالفعل اما مسند الى مصدره ويؤيده شيوع هذا التقدير فيه واما الى الجار والمجرور ويؤيده تقديمهما على الاستيناف (قوله نحو احسنت انت) يعنى انه على صيغة الخطاب بقرينة صديقك دون صيغة المتكلم فانه لا معنى لتعليل احسان المتكلم الى زيد بصداقته للمخاطب الا بعد اعتبار امر خارج عن مفيد الكلام كصداقة المخاطب للمتكلم او قرابته له والمقصود من هذا الكلام اعلام المخاطب بانه وقع الاحسان منه بالقياس الى زيد لتقرير الاحسان السابق واستجلاب اللاحق لا افادة لازم الفائدة كما قيل حتى يكون معنى الكلام انى اعلم احسانك الى زيد ويكون السؤال المقدر سؤالا عن سبب علمه والجواب عنه بانى اعلم ذلك بانه حقيق بالاحسان او بانه صديق لك فانه مع بعده عن الفهم يرد عليه ان العلم بكونه حقيقا للاحسان