كالمتصلة (قوله وانه مبنى على تقدير سؤال) كانه قيل ما بال المتقين خصوا بالهداية وهو محل استشهاد الشارح رحمه الله تعالى وقد عرفت انه لا استشهاد على انه يجوز ان يكون اقتصاره على تقدير السؤال لكفايته فى كونه كالجارى عليه من غير حاجة الى التنزيل (قوله عن سبب الحكم مطلقا) بان يكون التصديق بوجود السبب حاصلا والمطلوب بالسؤال تصور حقيقة السبب كما فى البيت المذكور فان التصديق بوجود العلة يوجب التصديق بوجود السبب الا انه جاهل عن حقيقته فيطلب بما شرح ماهيته ولذا يسأل بما والتصديق الحاصل بوجود سبب معين ضمنى ليس مقصودا للسائل وقد سبق فى بحث الاستفهام تحقيقه فى كلام السيد قدس سره (قوله لان العادة جارية الخ) لا يخفى ان خبر ام ان كان قوله ان يسأل عنه يجب اسقاط انه وان كان قوله انه اذا قيل الخ لا بد من اسقاط ان من ان يسأل ليكون جزاء لقوله اذا قيل والجملة الشرطية تفسيرا لضمير الشان وغاية التوجيه ان يقال ان يسال مبتدأ واذا قيل خبره والجملة خبر ان والضمير للشان (قوله عن سبب علته) فالسائل بهذا الكلام جاهل بنفس السبب لا انه يعلم الاسباب بخصوصها ويتردد فى تعيين احدها ليكون السؤال عن السبب الخاص ولما يجاب بسبب خاص يحصل مطلوبه اعنى تصور سبب المرض مع التصديق بكون السبب الخاص سببا الا ان هذا التصديق لما لم يغاير التصديق الحاصل له قبل السؤال لم يكن هذا السؤال الا لتصور ماهية السبب فافهم فانه قد خفى على بعض الناظرين (قوله وعدم التأكيد الخ) لان السائل طلب التصور والتأكيد انما يجئ لطلب الحكم فلا حاجة الى ما قيل ان هذا اذا اجرى الكلام على مقتضى الظاهر واما اذا اجرى على خلافه فيجوز ان يكون ترك التأكيد لتنزيل المتردد منزلة الخالى (قوله كأنه قيل الخ) وليس السؤال المقدر ما سبب عدم تبرئتك لنفسك على ما يسبق اليه الوهم لانه معلوم وهو الهم المفهوم من قوله (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها) فى الكشاف وما ابرئ نفسى عن الزلل وما اشهد لها بالبراءة الكلية ولا ازكيها ولا يخلو اما ان يريد فى هذه الحادثة لما ذكرنا من الهم الذى هو ميل النفس عن طريق الشهوة البشرية لا عن طريق القصد والعزم واما ان يريد على عموم الاحوال انتهى فالسؤال المقدر هل جنس النفس مجبولة على الامر بالسوء حيث لابراءة لهذه النفس الشريفة المزكاة فاجيب نعم ان جنس النفس آمرة بالسوء مجبولة عليه والتأكيد ان فى الجواب لان للسائل ترددا قريب الانكار او لان احدهما لدفع التردد والثانى للاعتناء بالحكم لانه يستبعد الاوهام كون جنس النفس امارة بالسوء حتى نفوس الانبياء عليهم