فى السعة حتى يقال انها مقدرة قبل قوله لدفع الايهام واما معنى فلان (قوله والا فالوصل) دل على ان للوصل صورتين كمال الانقطاع مع الابهام والتوسط فالقول بعده بان الوصل اما لدفع الايهام واما للتوسط لغو فالواجب بيان مواضعهما واليه اشار بقوله وقد علم مما مر ان الايهام الخ (قوله لم يذكر الا مثالا واحدا) اى اورد آية واحدة فى ذلك (قوله اى لا تعبدوا الخ) ويؤيده قراءة عبد الله وابى لا تعبدوا ولا بد من ارادة القول وقيل هو جواب قوله اذ اخذنا ميثاق بنى اسرائيل اجراء له مجرى القسم كأنه قيل واذ قسمنا عليهم لا تعبدون وقيل معناه ان لا تعبدوا فلما حذف ان رفع كقوله (الا ايهذا الزاجرى احضر الوغى) ويدل عليه قراءة عبد الله ان لا تعبدوا ويحتمل ان لا تعبدوا ان يكون ان فيه مفسرة وان يكون ان مع الفعل بدلا من الميثاق كأنه قيل اخذنا ميثاق بنى اسرائيل توحيدهم كذا فى الكشاف (قوله كأنه سورع الى الامتثال الى آخره) فان قيل ما ذكره انما يصح لو كان الاخبار بلفظ الماضى قلنا وكذلك بالحال (قوله لانه بمعنى آمنوا) ولذا اجيب بقوله يغفر لكم ويؤيده قراءة ابن مسعود آمنوا كذا فى الكشاف ولان المتعارف فى اخذ الميثاق هو الامر (قوله وفيه نظر الى آخره) هذا النظر والعلاوة اوردهما المصنف رحمه الله تعالى فى الايضاح واجاب عنهما صاحب الكشف بان قوله يا ايها الذين آمنوا متناول للنبى صلّى الله تعالى عليه وسلم وامته كما تقرر فى اصول الفقه فاذا فسر بامنوا وبشر دل على تجارته صلّى الله تعالى عليه وسلم الرابحة وتجارتهم الصالحة وقدم آمنوا لان التبشير بالنصر والمغفرة متأخر عنهما وهما عن الايمان المنتج لهما فناسب ان يقدم الامر بالايمان من هذا الوجه لا لتقدم رتبة الفاعل ولو سلم فلا مانع من العطف على جواب السؤال بما لا يكون جوابا اذا ناسبه فيكون جوابا للسؤال وزيادة كيف وهو داخل فيه كأنهم قالو ادلنا يا ربنا فقيل آمنوا يكن لكم كذا وبشرهم يا محمد بثبوته لهم وفيه من اقامة الظاهر مقام المضمر وتنويع الخطاب ما لا يخفى موقعه انتهى (قوله بدليل قوله آمنوا بالله ورسوله) اذ لا معنى لتكليفه عليه الصلاة والسّلام بالايمان برسوله وفيه رد للجواب الاول الذى ذكره صاحب الكشف فان قيل لم لا يجوز ان يكون رسوله من اقامة المظهر مقام المضمر كما قاله صاحب الكشف قلت لا يصح التعبير بالضمير فى حق الامة الا ان يقدر قل قبل يا ايها الذين آمنوا وصاحب الكشاف لا يقول به ولانه لا يحتاج الى تأويل تؤمنون بآمنوا لكون بشر معطوفا على قل (قوله الا عند التصريح بالنداء) لعل صاحب الكشاف لا يسلم الحصر المذكور بل يجوز تقدير النداء ايضا