وان كان موضوعا باعتبار الهيئة التركيبية على التحقيق لكن لا يطلق عليه الحقيقة وليس هذا مبنيا على الاختلاف فى كون المركبات موضوعة كما قيل فانه خلاف ظاهر العبارة* قال قدس سره وايضا يلزم الخ* قد تقرر انه لا يجوز تعلق حرفى جر بمعنى واحد بعامل واحد الا بعد التقييد بالاول واعتبار الثانى قيد اللمقيد وحينئذ لا انتقاض بذلك المجاز اذ لا فرق بين تقييد الوضع بقوله فى اصطلاح به التخاطب وتقييد الاستعمال بعد تقييده بقوله فيما وضعت له فتدبر* (قال قدس سره وفيه بحث الخ) صرح الشيخ الرضى بان المراد بثبوت معنى الحرف فى لفظ غيره كون الحرف موجدا لمعناه فى لفظ غيره وان يكون ذلك اللفظ متضمنا للمعنى المدلول الذى احدث فيه الحرف مع دلالته على معناه الاصلى فرجل متضمن لمعنى التعريف الذى احدث به اللام المقترن به وكذا اضرب زيد متضمن لمعنى الاستفهام لان ضرب زيد مستفهم عنه فلا وجه للترديد الذى ذكره السيد ولا شك فى انه يجدى نفعا فى دفع السؤال المذكور لان الحرف دال بنفسه على المعنى الذى احدثه فى لفظ غيره ولو لا مخافة الاطناب لنقلت كلام الشيخ بتمامه والاعتراضات التى اوردها عليه السيد فى حواشيه على شرحه والجواب عنها بحيث ينكشف صبح الحق عن ظلم الشكوك (قوله سلمنا ذلك) اى كون معنى قولهم الحرف ما دل على معنى فى غيره انه مشروط فى دلالته على معناه ذكر متعلقه لكن لا ينافى ذلك دلالته بنفسه لان المراد به ان يكون العلم بالتعيين كافيا فى الفهم اى فى فهم المعنى عند اطلاق اللفظ فيكون شاملا للحرف ايضا لانا نفهم معنى من معانى الحروف عند اطلاقها بعد علمنا باوضاعها الا ان معانيها ليست بتامة فى نفسها بل تحتاج الى الغير بخلاف معنى الاسم والفعل كذا نقل عنه وفيه ان هذا المراد لا يجامع التسليم المذكور لانه حينئذ لا يكون ذكر المتعلق مشروطا فى الدلالة بل فى المعنى المدلول عليه ولذا قال فى المختصر ان النقض بالحرف وارد على من قال ان المراد بقولهم الحرف الخ انه مشروط فى دلالته ذكر متعلقه اللهم الا ان يقال معنى التسليم المذكور حمل قولهم انه مشروط فى دلالته ذكر متعلقه على اعم من ان يكون مشروطا فى نفس الدلالة او فى المعنى المدلول عليه وقال بعض الناظرين معنى قوله سلمنا اى سلمنا كون معنى الحرف مشروطا بذكر متعلقه ولا يخفى انه خروج عن السوق* قال قدس سره هذا الكلام لا يجدى نفغا الخ* لا يخفى ان فهم المعنى من اللفظ تابع للوضع فان عين اللفظ بنفسه كان دالا بنفسه وان عينه بملاحظة غيره كان دالا بواسطة غيره ولا شك ان الواضع لم يلاحظ المتعلق حين وضع الحرف لا بخصوصه ولا بعمومه