بجواب : (هَلْ أَدُلُّكُمْ) لأن المغفرة لا تحصل بالدلالة ؛
ولا منع من أن يكون هو جوابه ، كما مرّ في لام الأمر في قوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ)(١) ،
وقال المبرد في مثله : إن «يقيموا» جواب «أقيموا» مقدرا ، أي قل لهم : أقيموا ، يقيموا ، وليس بشيء ، لأنه مثل : (كُنْ فَيَكُونُ)(٢) على قراءة أبي عمرو (٣) ، وفيه من التكلف ما فيه ؛
قوله : «إذا قصد السببية» ، أما إذا قصد الاستئناف نحو : قم ، يدعوك الأمير ، وقال :
٦٨٧ ـ وقال رائدهم أرسوا نزاولها |
|
فكل حتف امرئ يجري بمقدار (٤) |
أو الوصف ، نحو : (وَلِيًّا يَرِثُنِي)(٥) على قراءة الرفع (٦) ، أو الحال ، نحو : (ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)(٧) ، و : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)(٨) وجب الرفع ، (٩)
وفي نحو : مره يحفرها ، يجوز الجزم على الجزاء ، والرفع : إمّا على الاستئناف أي إنه ممّن يحفرها ، أو بحذف «أن» أي بأن يحفرها ويجوز في : ذره يقول ذلك : الرفع
__________________
(١) الآية ٣١ سورة ابراهيم.
(٢) من الآية ١١٧ في سورة البقرة ؛
(٣) أبو عمرو بن العلاء أحد النحاة المتقدمين وأحد القراء السبعة. وتقدم ذكره ؛
(٤) هذا من شواهد سيبويه : ج ١ ص ٤٥٠ وهو من شعر الأخطل التغلبي ، وقد أكثر الشرّاح من الأقوال في شرحه وفي بيان مرجع الضمير في قوله نزاولها : انظر شواهد سيبويه بشرح الأعلم ، وخزانة الأدب للبغدادي ؛
(٥) من الآيتين ٥ ، ٦ سورة مريم ؛
(٦) والرفع قراءة من عدا الكسائي وأبا عمرو.
(٧) الآية ٩١ سورة الأنعام ؛
(٨) الآية ٥ في سورة المدثّر ؛
(٩) جواب أمّا إذا قصد. وحقه الفاء.