لا يقع على المصدر ، فلا يقال في ضربت ضربا ، إن الضرب مضروب كما مضى في باب المفعول به (١) ؛
فظهر بهذا أن ما قال المصنف ، وهو أنّ «زيدا قائما» في : أخبرتك زيدا قائما ، خبر خاص ، وأن «خبرا» في قولك : أخبرتك خبرا : خبر مطلق ، وكلاهما منصوبان ، على أنه (٢) مفعول مطلق : ليس بشيء (٣) ، بل الأول خبر خاص بلا ريب ، لكن لفظ الخبر ههنا مفعول به أي مخبر به والثاني خبر مطلق ، ولفظ الخبر ههنا بمعنى الإخبار ، لا المخبر به ، فجعل أحدهما كالآخر (٤) ، إمّا غلط أو مغالطة ؛
والدليل على كونه مفعولا به ، وكمفعولي «علمت» ، أنك تقول : أخبرتك أنّ زيدا قائم ، كما تقول : علمت أو أعلمتك أنّ زيدا قائم ، فتصدّر الجملة بأنّ ، وأيضا تقول :
أخبرتك أن زيدا قائما فأنا مخبر (٥) أن زيدا قائم ، فتضيف اسم الفاعل إلى ما كان في «أخبرتك» بعد الكاف ، واسم الفاعل لا يضاف إلى المفعول المطلق ، فلا يقال : أنت ضارب ضرب الأمير ؛
وكذا ما اعترض به المصنف على نفسه من قوله : قلت زيد منطلق ، ليس بشيء ، إذ ليس «زيد منطلق» بمعنى المصدر الخاص ، كما ذكره ، بل هو بمعنى المفعول به ، أي المقول الخاص ، بخلاف : قلت قولا سريعا ، على أنه مفعول مطلق ؛
ومنشأ الغلط أن الخبر يستعمل بمعنيين : بمعنى الإخبار ، وبمعنى المخبر به ، كما أن القول يستعمل بمعنى المصدر وبمعنى المقول ، فاعرفه ؛
__________________
(١) في الجزء الأول من هذا الشرح ؛
(٢) أي على أن كلّا منهما ، كأنه قال وكلاهما منصوب على أنه ... الخ ؛
(٣) خبر عن قوله أن ما قال المصنف ؛
(٤) في أن كلّا منهما مفعول مطلق ،
(٥) بعدم التنوين لأنه مضاف إلى ما بعده كما سيوضحه الشارح ؛