كسوف ، أحسب ، يقوم زيد ، وبين المعطوف والمعطوف عليه ، نحو : جاءني زيد ، وأحسب ، عمرو ؛
وتوكيد الملغى بمصدر ، قبيح ، إذ التوكيد دليل الاعتناء بحال ذلك العامل ، والإلغاء ظاهر في ترك الاعتناء به ، فبينهما شبه التنافي ؛
وأمّا توكيده بالضمير ، واسم الإشارة المراد بهما المصدر ، فأسهل ، إذ ليسا بصريحين في المصدرية ، نحو : زيد ، أحسبه ، أو : أحسب ذاك ، قائم ؛
ومصدر فعل القلب إذا لم يكن مفعولا مطلقا ، يقوم مقام فعله في الإعمال والتعليق أعجبني ظنك زيدا قائما ، وعلمك : لزيد قائم ،
وأما الإلغاء فواجب مع التوسط أو التأخر ، نحو : زيد قائم ، ظني غالب ، أي : ظني زيدا قائما : غالب ، إذ المصدر لا ينصب ما قبله ، كما قيل ، وقد تقدم ذلك في باب المصدر (١) ؛
وإن كان مفعولا مطلقا ، فإن كان الفعل مذكورا معه ، فالعمل للفعل ، كما مرّ في باب المصدر ، وكذا إن حذف الفعل جوازا ، نحو : ظنا زيدا قائما ، ففي الصورتين يجوز إلغاء الفعل وإعماله ، متوسطا ومتأخرا ، لكن الإلغاء قبيح ، لما مرّ (٢) من قبح تأكيد الفعل الملغى ؛
وأمّا إن حذف الفعل وجوبا ، كما إذا أضيف إلى الفاعل ، نحو : ظنّك زيدا قائما ، أي : ظنّ ظنا ، فعند من قال : العامل الفعل دون المصدر كما تقدم في باب المصدر ،
__________________
= بينه وبين عامله : الفعل القلبي إخال ، وهو أحد أبيات أوردها أبو تمام في الحماسة منسوبة إلى عقيل بن علّفة الجهني ، والمعنى أنكم في ظني لستم فاعلين ما أطلبه منكم حتى يبلغ الشر مداه وكنى عن ذلك ببلوغ النار أقاصي الحطب ؛
(١) في الجزء الثالث من هذا الشرح ، وكذلك فيما يأتي بعده ؛
(٢) تقدم قبل قليل ؛