مع أن بعض صلاته ماض وبعضها باق ، فجعلوا الصلاة الواقعة في الآنات الكثيرة المتتالية واقعة في الحال.
وقيل : (١) إن المضارع يشبه الاسم بدخول لام الابتداء ، نحو : إنّ زيدا ليخرج ، كما تقول : إن زيدا لخارج ، ولا يقال : إن زيدا لخرج (٢) ، فإن هذه اللام الداخلة في حيّز «إنّ» أصلها أن تدخل في المبتدأ ثم تأخرت عن الابتداء لدخول «إن» ، فهي تدخل على الاسم ، أو على ما أشبه الاسم ، مراعاة لأصلها وهو المبتدأ ، وأمّا قولهم : إن زيدا لفي الدار ، فلقيام الظرف مقام «حاصل» ، كما يجيء في باب «إنّ».
وعند الكوفيّين : لام الابتداء الداخلة على المضارع مخصّصة له بالحال ، كما أن السين تخصّصه بالاستقبال ، فلا يكون دخولها وجها آخر للمشابهة ، بل كالسين في التخصيص فلذلك لا يجوّزون : إن زيدا لسوف يخرج ، للتناقض ؛ والبصريون يجوّزون ذلك ، لأن اللام عندهم باقية على إفادة التوكيد فقط ، كما كانت تفيده لمّا دخلت على المبتدأ ؛
قوله : «لوقوعه مشتركا وتخصيصه بالسين» ، يعني أن الاسم يكون مبهما نحو : رجل ، ثم يختص بواحد ، بسبب حرف (٣) ، نحو : الرجل ، وكذا المضارع : مبهم ، لصلاحيته للحال والاستقبال ، ثم يختص بأحدهما بالسين.
والفعل المضارع معرب للمشابهة المذكورة عند البصريين ، لا ، لأجل توارد المعاني المختلفة عليه كالاسم.
وقال الكوفيون : أعرب الفعل المضارع بالأصالة ، لا للمشابهة ، وذلك لأنه قد تتوارد عليه ، أيضا ، المعاني المختلفة بسبب اشتراك الحروف الداخلة عليه ، فيحتاج إلى إعرابه ، ليتبيّن ذلك الحرف المشترك فيعيّن المضارع تبعا لتعيّنه ، وذلك نحو قولك :
__________________
(١) استكمال للآراء في وجه مشابهة المضارع للاسم.
(٢) من المقرر أن لام الابتداء لا تدخل في خبر ان ، إذا كان فعلا ماضيا وقد يقترن بها إذا كان مسبوقا بقد.
(٣) وهو حرف التعريف في مثاله.