والتاء للمخاطب ، مذكرا كان أو مؤنثا ، مفردا كان أو مثنى ، أو مجموعا ، وللمؤنت الغائب ، وللمؤنثتين ، أيضا ؛ والياء للغائب غيرهما أي غير المؤنث والمؤنثتين فيكون للأربعة ، أي لواحد المذكر ، ومثناه ، وجمعه ، ولجمع المؤنث.
قوله : «وحرف المضارعة مضموم في الرباعي» ، سواء كانت حروفه أصلية ، كيدحرج ، أو فيه زائد ، كيكرم ، وأصله : يؤكرم ؛ ويقطّع ، ويقاتل.
وأصل الأفعال : ثلاثي ، ورباعي ، فتحت حروف المضارعة في الثلاثي ، لأن الفتح ، لخفته ، هو الأصل ، فكان بالثلاثي : الأصل (١) ، أولى ، أو لأن الرباعيّ أقلّ ، فاحتمل الأثقل الذي هو الضم ، وتركوا الكسر ، لأن الياء من حروف المضارعة يستثقل عليها (٢) ؛ وكسر حروف المضارعة ، إلا الياء ، لغة غير الحجازيين إذا كان الماضي مكسور العين ، كما يجيء في التصريف ، ويكسرون الياء أيضا ، إذا كانت بعدها ياء أخرى.
فلما ضموا في الرباعي الأصلي حروفه ، حمل عليه الرباعي المزيد فيه ، كيفاعل ، ويفعل ويفعّل ، وبقي غير الرباعي على أصل الفتح لخفته.
وأما أهراق يهريق وأسطاع يسطيع ، فرباعي زيد فيه الحرفان (٣) ، على غير القياس كما يجيء في التصريف ، إن شاء الله تعالى.
قوله : «ولا يعرب من الفعل غيره» ، قد تقدم علته.
قوله : «إذا لم يتصل به نون التأكيد» ، اعلم أنه اختلف في المضارع المتصل به نونا التوكيد ، فقال جمهورهم : إنه مبني لتركبه مع النون وصيرورته معها كالكلمة الواحدة ، ولا إعراب في الوسط ، وأمّا النون فحرف ، ولا حظ له في الإعراب ، فبقي الجزءان مبنيّين.
__________________
(١) أي الذي هو الأصل ، فكلمة الأصل عطف بيان.
(٢) أي الكسر.
(٣) أي : الهاء في أهراق ، والسين في أسطاع لأنه بمعنى أطاع وقالوا ان السين فيه عوض من حركة العين التي أعلت بقلبها ألفا في أطاع وهمزته للقطع ، بخلاف اسطاع المختصر من استطاع بحذف التاء.