لغلامه مخبرا عنه بكان ، ثابتا عند المتكلم ، مسئولا عنه بهل ، غير ثابت عنده ، وهو تناقض ؛
وأمّا قولهم : علمت أزيد عندك أم لا ، فقد ذكرنا أن : أزيد ، ليس لاستفهام المتكلم بهذا الكلام حتى يلزم التناقض ؛
وإن كانت الأفعال طلبية مع أخبارها ، وهي ، كما ذكرنا ، صفة للأخبار ، اكتفى بالطلب الذي فيها عن الطلب الذي في أخبارها إن كان الطلبان متساويين إذ الطلب فيها طلب في أخبارها ، تقول : كن قائما ، أي : قم ، وهل يكون قائما ، أي : هل يقوم ؛
وقد جاء الطلب فيهما معا في الشعر ، قال :
٧٢١ ـ وكوني بالمكارم ذكريني |
|
ودلّي دلّ ماجدة صناع (١) |
وإن اختلف الطلبان ، بأن يكون أحدهما أمرا ، مثلا ، والآخر استفهاما ، نحو :
كوني هل ضربت ، اجتمع طلبان مختلفان على مصدر الخبر في حالة واحدة وهو محال ؛
وأمّا إن كان خبرها مفردا متضمنا لمعنى الاستفهام ، جاز (٢) ، لأن ذلك المفرد يجب تقدمه عليها ، نحو : أين كان زيد ، وأيّهم كان زيد ، وكل كلمة استفهام تقدمت على جملة ، أحدثت فيها معنى الاستفهام ، فلا يبقى ، إذن ، في الفعل إخبار حتى يتناقض الكلام ؛
__________________
(١) أحد بيتين. أوردهما أبو زيد الأنصاري في نوادره لشاعر جاهلي من بني نهشل يقول لامرأته في البيت الذي قبل هذا :
ألا يا أم فارع لا تلومي |
|
على شيء رفعت به سماعي |
أي رفعت به ذكري بين الناس وهو الكرم. وأم فارع كأنه ترخيم فارعة وهو من أسماء النساء ، وقوله في بيت الشاهد : دلّي : أمر من دلّت المرأة بمعنى تدللت. ودلّ مفعول مطلق له ؛
(٢) هذا جواب قوله : واما إن كان خبرها. فحقه أن يكون جملة مقرونة بالفاء ، وكثيرا ما يأتي مثل هذا في كلامه. وكان يكفي أن يقول : وإن كان خبرها .. الخ ؛