خصّصته بوصف نحو : رجلا حاله كذا ، جاز ؛
وإذا علم المتعجّب منه جاز حذفه ، نحو : لقيت زيدا وما أحسن ، قال تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)(١) ، فلفظ «بهم» إنما جاز حذفه عند الفراء لكونه مفعولا ، وأما عند سيبويه فإنه وإن كان فاعلا والفاعل لا يجوز حذفه إلّا أنه بملازمته للجرّ ، وبكون الفعل قبله ، في صورة ما فاعله مضمر والجار والمجرور بعده مفعوله (٢) ، أشبه الفضلة فجاز حذفه ، اكتفاء بما تقدم ، فإن لم يلزمه (٣) الجر ، كما في : ما جاءني من رجل ، وكفى بزيد ، لم يجز حذفه ،
ولا يؤتى لفعلي التعجب ، ولا لأفعل التفضيل بمفعول مطلق ، خلافا لمن أجاز لك ، لأنها ، لجمودها صارت كنعم وبئس ، مما لا مصدر له ؛
ولا يجوز العطف على الضمير المستتر في : ما أحسن زيدا ، ولا في : أحسن بزيد ، ولا سائر التوابع ، ولا الاخبار عنه بالذي أو باللام ، لأنه انمحى عنه معنى الفاعلية كما قدمنا ، بل معناه الآن ، أيّ حسن حسن زيد ؛ فلو جيء بتوابعه ، أو أخبر عنه ، لاعتبر بعد انمحائه ، وأجاز ذلك قوم بعد المنصوب ، وأمّا قبله فلا ، لما تقدم أنه لا يفصل إلا بالظرف ؛
__________________
(١) الآية ٣٧ سورة مريم ؛
(٢) أي في صورة المفعول بواسطة حرف جر ؛
(٣) أي الفاعل في ذاته ، وإن لم يكن في صيغه تعجب ؛