إحداها فعل وهي الأصل ، والثانية : فعل ، بإسكان العين مع فتح الفاء ، والثالثة : فعل بإسكان العين مع كسر الفاء ، والرابعة : فعل ، بكسر الفاء إتباعا للعين ؛
وكذا ، اطرد اتباع الفاء للعين في فعيل إذا كان عينه حلقيا لمشاكلة العين ، قالوا : رغيف ، وشهيد ، وشعير ؛
والأكثر في هذين الفعلين خاصة : كسر الفاء وإسكان العين ، إذا قصد بهما المدح والذمّ ، عند بني تميم وغيرهم ؛
قال سيبويه : كأنّ عامّة العرب اتفقوا على لغة تميم ، وقد استعمل طرفة «نعم» على الأصل في قوله :
٧٤٢ ـ نعم الساعون في الأمر المبرّ (١)
ومنه قوله تعالى : (فَنِعِمَّا هِيَ)(٢) ، بفتح الفاء وكسرها على القراءتين (٣) ، ولم يجز إسكان كسرة العين مع «ما» لقصد الإدغام ، وقرأ يحيى بن وثاب في الشاذ : (فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)(٤) ، بفتح الفاء وسكون العين ، ولم يأت «بئس» في القرآن إلا مكسور الفاء ساكن العين ؛
وإنما لم يتصرّف فيهما لكونهما علمين في المدح والذم ، كما ذكرنا في باب التعجب (٥) ؛
قوله : «وشرطه أن يكون الفاعل معرّفا باللام أو مضافا إلى المعرّف بها» ، نحو :
__________________
(١) هذا شطر بيت من قصيدة لطرفة بن العبد ، وقد اختلف في ألفاظه وفي صدره اختلافا كثيرا ، ومن ذلك ما قيل أن صدره : ما أقلت قدم ناعلها ، كما رواه صاحب الإنصاف ، وقد استوفى الكلام عليه : البغدادي في خزانة الأدب وذكر كل ما يتعلق به ؛
(٢) من الآية ٢٧١ سورة البقر ؛
(٣) كسر النون والعين. قراءة أبي عمرو. وورش عن نافع ، وحفص عن عاصم. وفتح النون وكسر العين : قراءة حمزة والكسائي ؛
(٤) الآية ٢٤ سورة الرعد ؛
(٥) في الباب الذي قبل هذا ؛