نعم صاحب القوم (١) ، أو مضافا إلى المضاف إلى ذي اللام ، وهلمّ جرّا (٢) ، نحو : نعم وجه فرس غلام الرجل ؛
واعلم أن اللام في نحو : نعم الرجل زيد ، ليست للاستغراق الجنسي ، كما ذهب إليه أبو علي وأتباعه ، لما ذكرنا في باب المعرفة أن علامة المعرف باللام الجنسية : صحة اضافة «كلّ» إليه ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ)(٣) ، ولا يصح أن يقال : نعم كل الرجل زيد ، وكيف يكون زيد كل الرجال ،
فإن قلت : بل هذا على سبيل المجاز والمبالغة ، كما تقول : أنت الرجل كل الرجل ؛
قلت : امتناع التصريح في مثل هذا بنحو : نعم كل الرجل ، يدل على أنه لم يقصد به ذلك المعنى ، وكل قائل (٤) بنحو : نعم الرجل ، يجد من نفسه أنه لا يقصد ذلك المعنى ، وأيضا ، فإنه لا يقصد معنى المبالغة المذكورة إلا مع التصريح بلفظ «كل» ، فلا يقال : أنت الرجل بمعنى أنت كل الرجل ، بل معنى أنت الرجل ، إذا قصدت المدح : أنّ من سواك كأنه بالنسبة إليك ليس برجل ؛
وليست اللام في نعم الرجل للإشارة إلى ما في الذهن ، كما قال المصنف ، لما بيّنا في باب المعرفة (٥) ؛
ودليل فعليتهما : لحاق التاء التي لا تقلب هاء في الوقف بهما ، وهي إنما تلحق الفعل ، وأربعة أحرف (٦) ، احداها : لات ، مع أن بعض الكوفيين يقول هي التاء التي تزاد في
__________________
(١) ورد مثله في بيت سيذكره الشارح في هذا الباب ؛
(٢) أسلوب يقصد به الاستمرار في صور القاعدة المذكورة ويرى بعض النحاة أنه مولّد ، وتقدم ذكره في الأجزاء السابقة وأشرنا إلى ما قيل فيه ؛
(٣) الآية ٢ سورة العصر ؛
(٤) أي وكل متكلم أو ناطق ، حتى يصح تعديته بالباء ؛
(٥) في الجزء الثالث من هذا الشرح ؛
(٦) أي كلمات. حتى يشمل «ربّ» على رأي الرضي القائل باسميتها كما سيأتي في قسم الحروف ؛