الزيدون ، وحبذا هند ، ولا يقال : حبّ ذان ، ولا : حبّ أولاء ، ولا حبّ تا ؛ لأنه مبهم ، كالضمير في نعم وبئس ، فألزم الأفراد مثله ، وخلع منه الإشارة ، لغرض الإبهام ، فحبذا ، بمعنى : حبّ الشيء ؛
وعند المبرد وابن السراج : أنّ تركيب حبّ مع ذا ، أزال فعلية «حبّ» ، لأن الاسم أقوى ، فحبذا مبتدأ والمخصوص (١) خبره ، أي : المحبوب زيد ؛
وقال بعضهم : بل التركيب أزال اسمية «ذا» ، لأن الفعل هو المقدم ، فالغلبة له ، وصار الفاعل كبعض حروف الفعل ، فحبذا فعل والمخصوص فاعله ؛
وإذا دخل «لا» على حبذا ، وافق «بئس» معنى ؛
والأولى أن يقال في إعراب مخصوص حبذا : أنه كإعراب مخصوص نعم ، إمّا مبتدأ ، أو خبر مبتدأ لا يظهر ، كما قاله قوم هناك ؛ لكن لا تعمل النواسخ في هذا المخصوص ، ولا يقدّم على حبّذا ؛
وقال بعضهم : المخصوص بعد حبذا ، عطف بيان لذا ، وكان ينبغي أن يجوز ادّعاء مثل ذلك في مخصوص نعم وبئس ، إلا أنّ دخول النواسخ يمنع من ذلك (٢) ؛
وقال الرّبعي (٣) : «ذا» زائدة ، كما في : ماذا صنعت ، والمخصوص فاعل «حبّ» ؛
وقد اشتق (٤) منه فعل ، نحو : لا تحبذه ، كحولق ، وبسمل ونحوهما ؛
قوله : «وقد يقع قبل المخصوص أو بعده تمييز» ، نحو : حبذا زيد رجلا ، وحبذا رجلا زيد ، وإن كان مشتقا ، جاز أن يقع حالا ، أيضا ، والعامل «حبّ» ، نحو : حبذا محمد رسولا ، وحبذا رسولا محمد ؛
__________________
(١) على هذا الاعراب لا يسمى مخصوصا ، وإنما سماه المخصوص باعتبار بعض الأوجه الاعرابية ؛
(٢) لأنها لا تدخل على التوابع ؛
(٣) أبو الحسن علي بن عيسى ، ممن تكرر ذكرهم في هذا الشرح ؛
(٤) أي من حب مع ذا ، وهو نوع من النحت ؛