[قال الرضي :]
الإفضاء : الوصول ، والباء بعده للتعدية ، أي لإيصال فعل ... والمراد بايصال الفعل إلى الاسم : تعديته إليه ، حتى يكون المجرور مفعولا به لذلك الفعل فيكون منصوب المحل ، فلذا جاز العطف عليه بالنصب في قوله تعالى : (وَأَرْجُلَكُمْ)(١) ،
ويسمّيها بعضهم حروف الإضافة ، لهذا المعنى ، أي تضيف الأفعال إلى الأسماء أي توصلها إليها ، ومن هذا سمّيت حروف الجرّ ، لأنها تجرّ معناها إليها ، والأظهر أنه قيل لها حروف الجر ، لأنها تعمل إعراب الجرّ ، كما سميت بعض الحروف حروف الجزم ، وبعضها حروف النصب ،
وأراد بقوله : شبه الفعل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، والمصدر ، كما ذكرنا في الحال (٢) ؛ نحو : مررت بزيد ، وأنا مارّ بزيد ، وزيد ممرور به ، ومروري بزيد حسن ، وزيد بعيد عن الأذى ؛
ويعني بمعناه : الظرف ، والجار والمجرور نحو قولك : زيد عندك أو في الدار لاكرامك ، فاللام في : لإكرامك ؛ يعدّي الظرف إلى إكرامك ، وهو في الحقيقة معدّ للفعل المقدر ، أو لشبهه ، وذلك لأن التقدير : زيد استقرّ أو مستقرّ ، لكن لمّا سدّ الظرف مقام (٣) الفعل أو شبهه ، جاز أن يقال : إن الجارّ معدّ للظرف ، وكذا في : يا زيد ، فإن «يا» قائم مقام أنادي ،
وأورد المصنف لتمثيل تعديته معنى الفعل : هذا في الدار أبوه (٤) ، ولا أراه من ذلك
__________________
(١) جزء من الآية ٦ في سورة المائدة ؛
(٢) تقدم ذكر هذه الأشياء في باب الحال في أول الجزء الثاني من هذا الشرح ؛
(٣) مرتبط بقوله سدّ الظرف ، اما على اعتبار انه مؤوّل بقام ، أو بأن مقام مؤوّل بمسدّ ، والرضي يسلك هذا الأسلوب كثيرا ؛
(٤) القصد أن تكون الإشارة إلى الأب فيكون اسم الإشارة مبتدأ وأبوه خبر ؛