وطمعت ، ورجوت ، وأردت ؛ أو بعد غيره من الأفعال كقوله تعالى : «أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ (١) ..» و : أعجبني أن قمت و : (ما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ. إِلَّا أَنْ قالُوا ..)(٢) ؛ أو لا بعد فعل كقوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ ..)(٣) ، و : أن تقوم خير من أن تقعد.
وقد تجيء المصدرية ولا تنصب المضارع كقوله :
٦٢٧ ـ أن تقرآن على أسماء ويحكما |
|
منى السّلام وأن لا تشعرا أحدا (٤) |
وفي حرف مجاهد (٥) : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ)(٦) ، وذلك إمّا للحمل على المخففة ، أو للحمل على «ما» المصدرية.
والتي بعد الظن إن كان بعدها غير «لا» من حروف العوض فمخففة لا غير ، وكذا إن كانت بعدها «لا» داخلة على غير الفعل. نحو : ظننت أن لا مال عندك.
وإن كانت بعدها «لا» داخلة على الفعل ، احتملت المخففة والمصدرية.
قوله : «والتي بعد العلم مخففة لا غير» ، وكذا التي بعد ما يؤدّي معنى العلم إن لم يكن فيه معنى القول ، كأمر ، ونزّل ، وأوحى ، ونادى ؛ فإنّ فيها معنى : أعلم وقال ، معا ؛ فنقول.
إن وليها فعل غير متصرف ، كناديته أن ليس عندنا شيء فهي مفسّرة ، أو مخففة ،
__________________
(١) الآية ١٩٧ سورة الشعراء.
(٢) الآية ٨٢ سورة الأعراف.
(٣) الآية ٣ سورة الحشر.
(٤) أحد أبيات ثلاثة رواها ابن جني ونقلها ابن يعيش في شرح المفصل ج ٧ ص ١٥. وذكرها البغدادي وقال انها قلما خلا منها كتاب من كتب النحو. ومع ذلك لم يعزها أحد إلى قائل ، ثم شرحها وأفاض في توجيهها.
(٥) نسبت هذه القراءة إلى غير ابن مجاهد أيضا.
(٦) لآية ٢٣٣ سورة البقرة.