٨٤٩ ـ ألا لا بارك الله في سهيل |
|
إذا ما الله بارك في الرجال (١) |
ثم حذفت همزة «إنك» ، وفيما قال : تكلفات كثيرة ؛
والثالث ما حكى المفضل بن سلمة عن بعضهم أن أصله لله إنك ، واللام للقسم ، فعمل به ما عمل في مذهب الفرّاء ؛ وقول الفراء أقرب من هذا ، لأنه يقال : لهنّك لقائم ، بلا تعجّب (٢) ؛
وأمّا قولهم : ان زيدا ليضربنّ ، بنون التأكيد ، و : ان زيدا لقام بدون «قد» ، فاللام فيهما جواب قسم مقدّر ، أي : والله ليضربنّ ، و : والله لقام ، وإنما جاز حذف «قد» في الماضي مع لام جواب القسم ، دون لام «ان» ، وإن كان كلاهما في الأصل لام الابتداء ؛ لأن القسم يحتمل الحذف أكثر ، لأن هناك جملتين في حكم جملة واحدة ، ألا ترى إلى تخفيفات : أيمن ، ووجوب حذف الخبر في : لعمرك ، و : أيمن الله ، وجواز حذف الجار في : ألله لأفعلنّ ؛
ولا تجيء لام الابتداء ، من جملة الحروف الستة ، إلا بعد «ان» المكسورة ؛ وألحق الكوفيون بها «لكنّ» مستدلين بقوله :
٨٥٠ ـ ولكتّني من حبّها لعميد (٣)
قالوا : إن ذلك لأنها لا تغيّر معنى الابتداء ، كإنّ ، ولذا جاز العطف على محل اسمها بالرفع ؛
__________________
(١) نقله البغدادي مع بيت آخر يشبهه ، عن ابن عصفور ، ونقل عنه أن قطرب هو الذي أنشدهما ، وقطرب هو محمد بن المستنير ، ونقل البغدادي عن المبرد عن أبي عبيدة أن أبا حاتم السجستاني نسب البيت الآخر إلى قطرب وقال انه هو الذي صنعه ؛
(٢) لأنه تقدم أن لفظ الجلالة إذا استعمل في القسم باللام ، فإنما يكون ذلك في الأمور العظام التي يتعجّب منها. ونحو : لهنك قائم ، لا تعجب فيه لأنه أمر عاديّ ؛
(٣) لم يذكر أحد ممن استشهد بهذا الشطر ، تكملة له وأجمعوا على أنه غير معروف القائل وقد ورد في شرح ابن الناظم وله صدر هو قوله : يلومونني في حب ليلى عواذلي ؛