ما يستقيم به معنى الكلام ، ظرفا كان ، أو ، لا ؛
وقد يسدّ مسدّ الخبر : واو المصاحبة ، نحو : انّ كلّ رجل وضيعته ، والحال نحو : ان ضربي زيدا قائما ؛
وأمّا قولك : ليت شعري ؛ فالشعر بمعنى الفطنة ، مصدر من شعرت اشعر كنصرت أنصر ، أي فطنت له ؛ قال سيبويه (١) : أصله : ليت شعرتي حذفوا الهاء في الإضافة كما في قولهم : أبو عذرها (٢) ؛ فلعلّه لم يثبت عنده مصدرا إلا بالهاء ، كالنّشدة ، والّا فلا موجب لجعل المصدر من باب الهيئة كالجلسة والرّكبة ؛
والتزم حذف الخبر في : ليت شعري ؛ مردفا باستفهام ، نحو : ليت شعري : أتأتيني أم لا ، وهذا الاستفهام مفعول «شعري» ، كما ذكرنا في أفعال القلوب في نحو : علمت أزيد عندك أم عمرو ، أي ليت علمي بما يسأل عنه بهذا الاستفهام حاصل ، وقال المصنف : هذا الاستفهام قائم مقام الخبر ، كالجار والمجرور ، في : ليتك في الدار ؛ وفيه نظر ، لأن «شعري» مصدر ، معناه متعلق بمضمون الجملة الاستفهامية فهي من حيث المعنى مفعول «شعري» ، ومفعول المصدر لا يكون ذلك المصدر حتى يخبر به عنه ، لأن علمك بالشيء : غير ذلك الشيء ؛
وقال ابن يعيش (٣) : الاستفهام سادّ مسدّ الخبر ، كسدّ جواب «لولا» مسدّ خبر المبتدأ ؛ وفيه ، أيضا ، لأن محل خبر «شعري» الذي هو مصدر ، بعد جميع ذيوله ، من فاعله ومفعوله ، فمحله بعد الاستفهام ، فكيف يكون الاستفهام في مقام الخبر ، ومقامه بعده ، بل هو خبر وجب حذفه بلا سادّ مسدّه ، لكثرة الاستعمال ؛
__________________
(١) ذكره سيبويه في باب المصادر التي تجيء على وزن فعلة .. ج ٢ ص ٢٢٩ ؛
(٢) العذرة : البكارة في المرأة ، وبها سميت عذراء وأبو عذرتها وعذرها كأنه أخذ بكارتها ؛ ويقال لمن فعل أمرا انفرد به ، ولم يفعله غيره ؛
(٣) انظر شرحه على المفصل ج ١ ص ١٠٤ ، ١٠٥ ؛