السَّيِّئَةُ» (١) ، وقوله : (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ)(٢) ؛
وإن أردت نفي بعض الاحتمالات دون بعض ، فلا بدّ من القيد ؛ نحو : ما جاءني زيد وعمرو معا ، أو ما جاءني زيد أوّلا وعمرو ثانيا ، أو : ما جاءني زيد ثانيا وعمرو أوّلا ؛ فينتفي بعد أن تقيّد بأحد الاحتمالات الاحتمالان الآخران ؛
وأمّا لو كررت العامل فقلت : ما جاءني زيد ، وما جاءني عمرو ، فهو ، عند سيبويه : نفي للمجيئين ، المنقطع أحدهما عن الآخر ، كأن المخاطب توهّم أنه حصل مجيء كل واحد منهما ، لكن منقطعا عن مجيء الآخر ، فرفعت بهذا الكلام وهمه ؛
وعند المازني (٣) : هو أيضا ، نفي للاحتمالات الثلاثة ، كما كان من دون تكرير العامل ، وهذا القول أقرب ، وتكون فائدة تكرير الفعل المنفي ، كفائدة زيادة «لا» بعد الواو ، وأكثر ؛
قوله : «والفاء للترتيب» ، اعلم أن الفاء تفيد الترتيب ، سواء كانت حرف عطف أو ، لا ؛ فإن عطفت مفردا على مفرد ، ففائدتها : أن ملابسة المعطوف لمعنى الفعل المنسوب إليه وإلى المعطوف عليه : بعد ملابسة المعطوف عليه بلا مهلة ، فمعنى قام زيد فعمرو : أي حصل قيام عمرو عقيب قيام زيد بلا فصل ، ومعنى ضربت زيدا فعمرا ، أي وقع الضرب على عمرو عقيب وقوعه على زيد ،
وإذا دخلت على الصفات المتتالية والموصوف واحد ، فالترتيب ليس في ملابستها لمدلول عاملها ، كما كان في نحو : جاءني زيد فعمرو ، بل في مصادر تلك الصفات ، كقولك : جاءني زيد ، الآكل فالنائم ، أي : الذي يأكل فينام ، كقوله :
__________________
(١) الآية ٣٤ سورة فصلت ؛
(٢) الآية ٢٢ سورة فاطر ؛
(٣) أبو عثمان المازني ممن تكرر ذكرهم في هذا الشرح ؛