«أن» ، وقد تظهر ، كما حكى الكوفيون عن العرب : لكي أن أكرمك ، قال :
٦٣٧ ـ أردت لكيما أن تطير بقربتي |
|
فتتركها شنّا ببيداء بلقع (١) |
وقال :
٦٣٨ ـ فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا |
|
لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا (٢) |
ويعتذر لتقدم اللام عليها في نحو : (لِكَيْلا تَأْسَوْا)(٣) ، وتأخره عنها في نحو قوله :
٦٣٩ ـ كي لتقضيني رقيّة ما |
|
وعدتني غير مختلس (٤) |
بأن كي ، المتأخرة في الأول ، بدل من اللام المتقدمة ؛ واللام المتأخرة في الثاني بدل من كي ، المتقدمة ، وقد يبدل الحرف من مثله ، الموافق له في المعنى ، قال :
٦٤٠ ـ أراني إذا ما بتّ بتّ على هوى |
|
فثمّ إذا أصبحت أصبحت غاديا (٥) |
أبدل «ثم» من الفاء ، عند بعضهم.
__________________
(١) شرح البغدادي هذا البيت وبين ما فيه ثم قال : وهذا البيت قلّما خلا منه كتاب نحو ، ولكنه لا يعرف قائله ، وأورد مثله منسوبا إلى أبي ثروان نقلا عن الفراء وهو قوله :
أردت لكيما أن ترى لي عثرة |
|
ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل |
(٢) الصحيح أن هذا البيت لجميل بن معمر. صاحب بثينة من قصيدة أولها :
عرفت مصيف الحيّ والمتربّعا |
|
كما خطت الكف الكتاب المرجعا |
وخطأ البغدادي من نسبه إلى حسان بن ثابت ، ويروى الشطر الثاني من البيت :
لسانك هذا كي تغرّ وتخدعا ، وبهذا يخرج عن الإستشهاد.
(٣) الآية ٢٣ سورة الحديد ؛
(٤) أحد أبيات لابن قيس الرقيات. وقوله : غير مختلس. إما أن «مختلس» مصدر ميمي. أي قضاء غير احتلاس. واما أنّ غير حال. ومختلس اسم مفعول. وقبله :
ليتني ألقى رقيّة في |
|
خلوة من غير ما أنس |
(٥) من قصيدة جيدة لزهير بن أبي سلمى أولها :
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى |
|
من الأمر أو يبدو لهم ما بدليا |