وإمّا أن تحرّك بالكسر للساكنين ، وعليه حمل قوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعانِّ)(١) ، بتخفيف النون ؛
واعلم أن كلّا من الثقيلة والخفيفة حرف برأسها ، عند سيبويه (٢) ؛ وعند أكثر الكوفيين :
المخففة فرع المثقلة ؛
قوله : «وهما في غيرهما» ، أي النونان في غير المثنى وجمع المؤنث مع الضمير البارز وهو الواو والياء ؛
قوله : «كالمنفصل» ، أي : كالكلمة المنفصلة ، يعني يجب أن يعامل آخر الفعل مع النونين معاملته مع الكلمة المنفصلة ، من حذف الواو والياء ، أو تحريكهما ضما وكسرا ؛
وغرضه من هذا الكلام : بيان الأفعال المعتلة الآخر عند لحاق النون بها ، وقد بيّنا نحن حكم جميعها في ضمن الكلام السابق ؛
ومعنى كلامه : أن النونين حكمهما مع المثنى وجمع المؤنث ما ذكر ، ومع غيرهما ، على ضربين ، إمّا مع ضمير بارز وهو شيئان : جمع المذكر نحو اغزوا وارموا ، واخشوا ، والواحد المؤنث نحو : ري ، واغزي وارمي واخشي ؛
وإمّا مع ضمير مستتر وهو الواحد المذكر ، نحو : ره ، واغز وارم واخش فالنون مع الضمير البارز كالكلمة المنفصلة ، فتقول : اغزنّ وارمنّ بحذف الواو ، كما حذفتها مع الكلمة المنفصلة نحو : اغزوا الكفار ، وارموا الغرض وكذا : اغزنّ وارمنّ يا امرأة ، بحذف الياء كما حذفت في : اغزي الجيش وارمي الغرض ، وتضم الواو المفتوح ما قبلها نحو : اخشونّ ، كما ضممتها مع المنفصلة ، نحو : اخشووا الرجل ، وتكسر الياء المفتوح
__________________
= القراءات المتواترة. وقد صرح في باب الإضافة في الفصل بين المتضايفين بقوله لا نسلم تواتر القراءات ، وللعلماء آراء متعددة في موضوع القراءات عموما ، ليس هنا مجال ذكره ؛
(١) من الآية ٨٩ سورة يونس ؛
(٢) انظر سيبويه ج ٢ ص ١٤٩ ؛