يروى بنصب أبهت ، ورفعه على القطع ، أي : فأنا أبهت.
قوله : «والواو بشرطين : الجمعية ، وأن يكون قبلها مثل ذلك» ، أي يجتمع مضمون ما قبلها ومضمون ما بعدها في زمان واحد ، ويكون قبلها أمر ، نحو : زرني وأزورك ، أو نهي ، نحو :
٦٥٧ ـ لا تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم (١) |
أو استفهام ، نحو : هل تزورني وتعطيني ، أو تمنّ ، نحو : ليتك عندنا وتكرمنا ، أو تحضيض ، نحو : هلّا تزورنا وتكرمنا ، أو عرض نحو : ألا تزورنا وتكرمنا.
والنحاة يؤوّلون هذا بواو العطف نحو : ليكن منك زيارة وزيارة مني ، وقد ذكرت ما هو عليه في الفاء (٢).
قوله : «وأو ، بشرط معنى إلى أن» ، معنى «أو» في الأصل : أحد الشيئين أو الأشياء ، نحو : زيد يقوم أو يقعد ، أي يعمل أحد الشيئين ، ولا بدّ له من أحدهما ، فإن قصدت مع إفادة هذا المعنى ، الذي هو لزوم أحد الأمرين : التنصيص على حصول أحدهما عقيب الآخر ، وأنّ الفعل الأول يمتدّ إلى حصول الثاني ، نصبت ما بعد «أو» ، فسيبويه (٣) يقدره بإلّا ، وغيره بإلى ، والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد ، فإن فسّرته بالّا ، فالمضاف بعده محذوف وهو الظرف ، أي : لألزمنك إلّا وقت أن تعطيني ، فهو في محل النصب على أنه ظرف لما قبل «أو» ؛ وعند من فسّره بإلى : ما بعده بتأويل مصدر مجرور بأو التي بمعنى إلى.
__________________
= في قصيدة لأبي صخر الهذلي وشطره الثاني : فأبهت لا عرف لديّ ولا نكر.
(١) ورد في قصيدة للمتوكل الكناني ، وفي قصيدة منسوبة إلى أبي الأسود الدؤلي وقال البغدادي : إذا صحت نسبته إلى المتوكل الكناني فقد أخذه من قصيدة أبي الأسود ، وجاءت نسبته في سيبويه ج ١ ص ٤٢٤ إلى الأخطل ؛
(٢) اختار الرضي في مثل هذه التراكيب أن ما بعد الفاء أو الواو من المصدر المؤوّل ، مبتدأ محذوف الخبر ؛ وقد تقدم ذلك وأفاض الرضي في شرحه وتأييده.
(٣) سيبويه ج ١ ص ٤٢٧ ؛