قال سيبويه : وسألت الخليل عن قوله : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) و (وَيْكَأَنَّ اللهَ) [القصص : ٨٢] فزعم : أنها وي (١) مقصولة من (كأن) والمعنى وقع على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم أو نبهوا فقيل لهم : أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا والله أعلم.
قال : وأما المفسرون فقالوا : (ألم تر أن الله) وقال زيد بن عمرو بن نفيل : [الخفيف]
سألتاني الطّلاق إذ رأتاني |
|
قلّ مالي قد جتتماني بنكر |
ويكأن من يكن له نشب يحبب |
|
ومن يفتقر يعش عيش ضرّ (٢) |
قال : وناس من العرب يغلطون فيقولون : إنهم أجمعون ذاهبون وإنك وزيد ذاهبان وذلك : أن معناه معنى الابتداء فيرى أنه قال هم كما قال زهير :
بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى |
|
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا (٣) |
__________________
(١) اسم الفعل المرتجل :
هو ما وضع من أوّل الأمر كذلك ك" هيهات" بمعنى بعد ، و" أوّه" بمعنى أتوجّع و" أفّ" بمعنى أتضجّر. و" وي" بمعنى أعجب قال تعالى : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) (الآية : ٨٢ سورة القصص). أي أعجب لعدم فلاح الكافرين ، ومثلها" واها" و" وا" قال أبو النجم :
واها لسلمى ثمّ واها واها |
|
هي المنى لو أننّا نلناها |
انظر معجم القواعد العربية ٢ / ٤٥.
(٢) ذهب أبو عمرو بن العلاء إلى أن الأصل ويلك فحذفت اللام لكثرة الاستعمال وفتح أن بفعل مضمر كأنه قال ويك اعلم أن. وقال قطرب : قبلها لام مضمر والتقدير ويك ؛ لأن والصحيح الأول. قال سيبويه سألت الخليل عن الآيتين فزعم أنها وي مفصولة من كأن ، ويدل على ما قاله قول الشاعر :
وي كأن من يكن له نشب يح |
|
بب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ |
انظر شرح الأشموني على الألفية ١ / ٢٧٣.
(٣) قد يحذف حرف الجرّ ـ غير ربّ ـ ويبقى عمله ، وهو ضربان : سماعي غير مطّرد كقول رؤبة وقد قيل له : كيف أصبحت؟ قال : خير عافاك الله ، التقدير :
على خير ، كقوله :
وكريمة من آل قيس ألفته |
|
حتّى تبذّح فارتقى الأعلام |