فأضمر الباء وأعلمها ، وأما قولهم : (والصابئون) فعلى التقديم والتأخير كأنه ابتدأ فقال : والصابئون بعد ما مضى الخبر قال الشاعر :
وإلّا فاعلموا أنا وأنتم |
|
بغاة ما بقينا في شقاق |
كأنه قال : فاعلموا أنا بغاة ما بقينا وأنتم كذلك.
وتقول : إن القائم أبوه منطلقة جاريته نصبت القائم بإن ورفعت الأب بفعله وهو القيام ورفعت (منطلقة) ؛ لأنه خبر إن ورفعت الجارية بالإنطلاق ؛ لأنه فعلها.
__________________
(التاء في كريمة : للمبالغة ، ألفته : أعطيته ألفا ، " تبذّح" تكبر ، " الأعلام" الجبال ، والشاهد : كسر الأعلام بحرف جر محذوف وهذا شاذ إن صحّت القافية.
قياسيّ مطّرد في مواضع أشهرها :
(١) لفظ الجلالة في القسم دون عوض نحو : " الله لأفعلنّ كذا" أي والله.
(٢) بعدكم الاستفهاميّة إذا دخل عليها حرف جرّ نحو : " بكم درهم اشتريت" أي من درهم.
(٣) لام التعليل إذا جرّت" كي" وصلتها نحو : " جئت كي تكرمني" إذا قدّرت" كي" تعليلية أي لكي تكرمني.
(٤) مع" أنّ" و" أن" نحو" عجبت أنّك قادم" و" أن قدمت" أي من أنّك قادم ومن أن قدمت.
(٥) المعطوف على خبر" ليس وما الحجازية" الصالح لدخول الجارّ كقول زهير :
بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى |
|
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا |
فخفض" سابق" (ورواية الديوان : سابقا بالنصب فلا تصلح شاهدا) على توهّم وجود الباء في مدرك.
ومثاله في" ما الحجازيّة"" ما زيد عالما ولا متعلّم" (والغالب في هذا وأمثاله السماع فقط). أي التقدير : ما زيد بعالم ولا متعلّم.
(٥) متعلّق الجارّ والمجرور والظرف :
لا بدّ لكلّ من الجارّ والمجرور والظّرف من متعلّق يتعلّق به ؛ لأن الجارّ يوصل معنى الفعل إلى الاسم ، والظّرف لا بدّ له من شيء يقع فيه ، فالموصل معناه إلى الاسم ، والواقع في الظرف هو المتعلّق العامل فيهما ، وهو : إمّا فعل أو ما يشبهه من مصدر ، أو اسم فعل ، أو وصف ولو تأويلا نحو : (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) (الآية : ٣ سورة الأنعام). فالجارّ متعلّق بلفظ الجلالة ، لتأويله بالمعبود ، أو المسمّى بهذا الاسم ومثله قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ ، وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) (الآية : ٨٤ سورة الزخرف) في السماء متعلق ب" إله" ؛ لأنه بمعنى معبود.