وكذلك : لو أنك جئت أي : لو وقع مجيئك ؛ لأن المعنى عليه.
قال سيبويه : سألته ـ يعني : الخليل ـ عن قول العرب : ما رأيته مذ أنّ الله خلقني؟
فقال : إن في موضع اسم كأنك قلت : مذ ذاك ، فإن كان الفعل أو غيره يصل باللام جاز تقديمه وتأخيره ؛ لأنه ليس هو الذي عمل فيه في المعنى ، وذلك نحو قول تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) [الجن : ١٨] أي : ولأن المساجد وإنما جاز ذلك ؛ لأن اللام مقدرة قبل (أن) وهي العاملة في (أن) لا الفعل وكل موضع تقع فيه (أن) تقع فيه (إنما) وما ابتدئ بعدها صلة لها كما أن ما ابتدئ بعد الذي صلة له ول تكون هي عاملة فيما بعدها كما لا يكون الذي عاملا فيما بعده فمن ذلك قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) [الأنبياء : ١٠٨].
فلو قلت : يوحي إلي أن إلهكم إله واحد كان حسنا فأما إنما مكسورة فلا تكون اسما وإنما هي فيما زعم الخليل بمنزلة فعل ملغى مثل : أشهد لزيد خير منك.
والموضع الذي لا يجوز أن يكون فيه (أن) لا تكون (إنما) إلا مبتدأة مكسورة مثل قولك :وجدتك إنما أنت صاحب كل خنيّ لأنك لو قلت : وجدتك أنك صاحب كل خنيّ لم يجز.
(وإنما وأن) يصيّران الكلام : شأنا وقصة وحديثا ولا يكون الحديث الرجل ولا زيدا ولا ما أشبه ذلك من الأسماء.
ويجوز أن تبدل مما قبلها إذا كان ما قبلها حديثا وقصة تقول : بلغتني قصتك أنك فاعل وقد بلغني الحديث أنهم منطلقون فقولك : (أنهم منطلقون) هو الحديث.
__________________
ـ أو منصوب نحو" لو محمدا رايته أكرمته" ، أو خبر ل " كان" محذوفة مع اسمها نحو" التمس ولو حاتما من حديد" أي ولو كان الملتمس خاتما ويليها كثيرا" أنّ" وصلتها ، نحو (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا) (الآية : ٥ سورة الحجرات). والمصدر المؤوّل فاعل ب" ثبت" مقدر ، أي ولو ثبت صبرهم ، ومثله قول تميم بن أبيّ بن مقبل :
ما أنعم العيش لو أنّ الفتى حجر |
|
تنبو الحوادث عنه وهو ملموم |
أي لو ثبتت حجريّته. انظر معجم القواعد العربية ٤ / ٣٨.