فيا راكبا إما عرضت فبلّغن |
|
نداماي من نجران أن لا تلاقيا (١) |
وإنما أعربت النكرة ولم تبن لأنها لم تخرج عن بابها إلى غير بابها كما خرجت المعرفة ، فإن قال قائل : ما علمنا أن قولهم : يا زيد مبني على الضم وليس بمعرب مرفوع قيل : يدل على أنه غير معرب أن موضعه نصب والدليل على ذلك أن المضاف إذا وقع موقع المفرد نصب تقول : يا عبد الله وأن الصفة قد تنصب على الموضع تقول : يا زيد الطويل فلو كانت الضمة إعرابا لما جاز أن تنصبه إذا أضفناه ولا أن تنصب وصفه لكنا نقول : أنه مضموم مضارع للمرفوع
__________________
(١) ما يجب نصبه من المنادى ثلاثة أنواع :
(١) النكرة غير المقصودة كقول الأعمى لغير معيّن" يا رجلا خذ بيدي".
(٢) المضاف سواء أكانت الإضافة محضة ، نحو : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا) (الآية : ١٤٧ سورة آل عمران) ، أن غير محضة نحو" يا مالك يوم الدين".
وتمتنع الإضافة في النداء إلى" كاف الخطاب" كقولك" يا غلامك" ؛ لأنه لا يجوز الجمع بين خطابين ، ويجوز في النّدبة ، أمّا الغائب والمتكلّم فيجوز نحو" يا غلامه" لمعهود ، أو" يا غلامي" أو" يا غلامنا" (كما في المقتضب وأمالي الشجري). فإذا أضيف المنادى إلى ضمير المتكلم فأجود الوجوه حذف الياء نحو قوله تعالى : (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) (الآية : ٥١ سورة هود) وسيأتي تفصيل ذلك في رقم ٨ من هذا البحث.
(٣) الشّبيه بالمضاف ، وهو ما اتّصل به شيء من تمام معناه ، معمولا له ، نحو" يا ضاحكا وجهه" و" يا سامعا دعاء المظلوم".
(ج) ما يجوز ضمّه وفتحه :
ما يجوز ضمّه على الأصل ، وفتحه على الإتباع ، نوعان :
(١) أن يكون علما مفردا موصوفا بابن متّصل به ، مضاف إلى علم نحو" يا خالد بن الوليد" والمختار الفتح لخفّته ، ومنه قول رؤبة :
يا حكم بن المنذر بن الجارود |
|
سرادق المجد عليك ممدود |
فإن انتفى شرط ممّا ذكر تعيّن الضّمّ كما إذا قلت" يا رجل ابن عليّ" و" يا أحمد انن عمّي" لانتفاء علمية المنادى في الأولى ، وعلمية المضاف إليه في الثانية ، وفي نحو" يا خالد الشجاع ابن الوليد" ، لوجود الفصل ، ونحو" يا عليّ الفاضل" ؛ لأن الصفة غير ابن. والوصف ب" ابنة" كالوصف بابن نحو" يا عائشة ابنة صالح" بخلاف" بنت" لقلّة استعمالها في نحو ذلك. انظر معجم القواعد ١١ / ٢٦.