قال سيبويه : وسمعنا فصحاء العرب يقولون في بيت امرئ القيس :
فقلت يمين الله أبرح قاعدا |
|
ولو قطّعوا رأسي لديك وأوصالي (١) |
قال : جعلوه بمنزلة أيمن الكعبة وأيم الله وقالوا : تتلقى اليمين بأربعة أحرف من جوابات الأيمان في القرآن وفي الكلام ما ولا ، وإن واللام فأما : ما فتقول : والله ما قام. وما يقوم وما زيد قائما.
ولا تدخل اللام على (ما) ؛ لأن اللام تحقيق وما نفي فلا يجتمعان.
قال : وقول الشاعر :
لما أغفلت شكرك فاصطنعني |
|
فكيف ومن عطائك جلّ مالي (٢) |
__________________
(١) نسب هذا الشعر إلى شهاب بن العيف محمد بن حبيب ، والآمدي أيضا في كتاب أشعار بني شيبان ، ووقع في كتاب الشعراء المنسوبين إلى أمهاتهم أن هذا الشعر لعامر بن العيف ، أخي شهاب بن العيف. والله أعلم.
وأنشد بعده :
فقلت يمين الله أبرح قاعدا
على أنه يجوز حذف حرف النفي من المضارع الواقع جواب القسم كما هنا ، وأصله : لا أبرح ، فحذف لا.
وأما حذف النافي من الماضي ، ومن الجملة الاسمية فغير جائز اطرادا ، وقل الحذف منهما.
أما الأول فنحو قول أمية بن أبي عائذ الهذلي :
فإن شئت آليت بين المقا |
|
م والركن والحجر الأسود |
نسيتك ما دام عقلي معي |
|
أمد به أمد السرمد |
أي : لا نسيتك. قال ابن مالك : ويكثر ذلك إن تقدم نفي على القسم ، كقوله :
فلا والله نادى الحي ضيفي
أي : لا نادى. وأما الثاني ، فكقول عبد الله بن رواحة :
فو الله ما نلتم ولا نيل منكم |
|
بمعتدل وفق ولا متقارب |
انظر خزانة الأدب ٣ / ٤٧٦.
(٢) لم يكن سبيل اللام الموجبة أن تدخل على ما النافية ، لو لا ما ذكرت من الشبه اللفظي. انتهى.