فإنه توهم الذي والصلة.
وأما : لا فتقول : والله لا يقوم.
وتلغي (لا) من بين أخواتها جوابات الأيمان فتقول : والله أقوم إليك أبدا تريد : لا أقوم إليكم أبدا.
__________________
وظاهر كلام الشارح أن إن في البيت مكسورة لوجود اللام ، ولو كانت مفتوحة لقال أشذ ، لدخولها في خبر أن المفتوحة ، وعلى حرف النفي ، فلما لم يقل أشذ عرف أنها مكسورة.
وبه صرح ابن هشام في شرح أبيات ابن الناظم ، قال : إن بالكسر ، لدخول اللام في الخبر ومثله : " والله يعلم إنك لرسوله".
والرواية فيه فتح أن ، نقله ابن عصفور في كتاب الضرائر عن الفراء. فيكون شذوذ اللام فيه من جهتين ، كما بيناه.
قال ابن هشام : تكرار لا هنا واجب ، لكون الخبر الأول مفردا. وإفراد سواء واجب ، وإن كان خبرا عن متعدد ، لأنه في الأصل مصدر بمعنى الاستواء ، فحذف زائده ، ونقل إلى معنى الوصف.
ومثله قول السموءل :
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم |
|
فليس سواء عالم وجهول |
وربما ثني ، كقول قيس بن معاذ :
فيا رب إن لم تقسم الحب بيننا |
|
سواءين فاجعلني على حبها جلدا |
ومعنى البيت أن التسليم على الناس ، وعدمه ليسا مستويين ، ولا قريبين من السواء. وكان حقه لو لا الضرورة أن يقول : للاسواء ولا متشابهان. انتهى.
قال العيني : وقد قيل إن المعنى : أعلم أن تسليم الأمر لكم ، وتركه ليسا متساويين ولا متشابهين. انتهى.
قال ابن جني في المحتسب : مفاد نكرة الجنس مفاد معرفته ، من حيث كان في كل جزء منه معنى ما في جملته.
ألا ترى إلى قوله :
واعلم أن تسليما وتركا البيت
فهذا في المعنى كقوله : إن التسليم والترك لا متشابهان ولا سواء. انتهى.
ونسب ابن جني في سر الصناعة هذا البيت إلى أبي حزام العكلي ، واسمه غالب بن الحارث. وعكل بضم العين وسكون الكاف : قبيلة. انظر خزانة الأدب ٤ / ٤٧.