الرابع اسم بني مع صوت : وذلك نحو سيبويه وعمرويه تقول : هذا سيبويه يا هذا وهذا عمرويه يا فلان وهو مبني على الكسر ، وإن قلت : مررت بعمرويه وعمرويه آخر نونت الثاني ؛ لأنه نكرة.
الخامس : الحرف الذي بني مع الفعل : وذلك : هلمّ مبنيا على الفتح وهو اسم للفعل ومعناه : تعال ويدل على أنه حرف بني مع فعل قول من قال من العرب : هلما للإثنين وهلموا للجماعة وصرفوه تصريف لمّ بكذا والمعنى يدلّ على ذلك.
السادس الصوت الذي بني مع الصوت : وذلك قولهم : حيّ هل الثريد ومعناه : إيتوا الثريد وحكى سيبويه : عن أبي الخطاب أنّ بعض العرب يقول : حيّهل الصلاة.
الضرب الثاني : من القسمة الأولى وهو ما أصله الإضافة إلى اسم فحذف المضاف إليه :فهذه المضافات على قسمين : قسم حذف المضاف إليه البتة وضرب منع الإضافة إلى الواحد وأضيف إلى جملة فأما ما حذف المضاف إليه فيجيء على ضربين : منهما ما بني على الضمة وهي التي يسميها النحويون الغايات فمصروفة عن وجهها قبل وغير وحسب فجميع هذه كان أصلها الإضافة تقول : جئت من قبل هذا ومن بعد هذا وكنت أول هذا أو فوق وغير هذا وهذا حسبك أي كافيك فلما حذف ما أضيفت إليه بنيت وإنما بنيت على الحركة ولم تبن على السكون وفي بعضها ما قبل لامه متحرك لأنها أسماء أصلها التمكن وتكون نكرات معربات فلما بنيت تجنب إسكانها وزادوها فضيلة على ما لا أصل له في التمكن فهذه علة بنائها على الحركة ، وأما بناؤها على الضم خاصة فلأنّ أكثر أحوال هذه الظروف أن تكون منصوبة ، وذلك الغالب عليها فأخرجت إلى الضم ولم تخرج إلى الكسر ؛ لأن الكسر أخو النصب وجعلوا ذلك علامة للغاية ؛ لأن الكسر حقه أن يكون لالتقاء الساكنين فتجنبوه هاهنا ؛ لأنه موضع تحرك لغير التقاء الساكنين.
الثاني : ما بني وليس بغاية من ذلك أمس مبنية على الكسر وكسرت لالتقاء الساكنين وإنما بني ؛ لأنه يقال لليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه وهو ملازم لكل يوم من أيام الجمعة ووقع في أول أحواله معرفة فمعرفته قبل نكرته فمتى نكرته أعربته وغد ليس كذلك ؛ لأنه غير