كان (أوان) مما لا يستعمل إلا مضافا فلما حذف ما يضاف إليه بنوه على الكسر لالتقاء الساكنين كما فعل بأمس وأدخل التنوين عوضا لحذف ما يضاف إليه (أوان) ألا ترى أنهم لا يكادون يقولون : أوان صدق كما يقولون في الوقت والزمن.
ولكن يدخلون الألف واللام فيقولون : كان ذلك في هذا الأوان فيكونان عوضا.
الضرب الثاني ما منع الإضافة إلى الواحد وأضيف إلى جملة :
وذلك : (حيث وإذ وإذا). فأما (حيث) فإن من العرب من يبنيها على الضم ومنهم من يبنيها على الفتح ولم تجىء إلا مضافة إلى جملة نحو قولك : أقوم حيث يقوم زيد وأصلي حيث يصلي فالحركة التي في الثاء لالتقاء الساكنين فمن فتح فمن أجل الياء التي قبلها وفتح استثقالا للكسر ومن ضمّ فلشبهها بالغايات إذ كانت لا تضاف إلى واحد ومعناها الإضافة وكان الأصل فيها أن تقول : قمت حيث زيد كما تقول : قمت مكان زيد.
وأما (إذ) فمبنية على السكون ، وتضاف إلى الجمل أيضا نحو قولك : إذ قام زيد وهي تدل على ما مضى من الزمان ويستقبحون جئتك إذ زيد قام إذا كان الفعل ماضيا لم يحسن أن نفرق بينه وبين إذ ؛ لأن معناهما في المضي واحد.
وتقول : جئتك إذ زيد قام وإذ زيد يقوم فحقها أن تجيء مضافة إلى جملة فإذا لم تضف نونته قال أبو ذؤيب :
نهيتك عن طلابك أمّ عمرو |
|
بعاقبة وأنت إذ صحيح (١) |
__________________
(١) على أن التنوين اللاحق ل إذ عوض عن الجملة ، والأصل : وأنت إذ الأمر ذاك ، وفي ذلك الوقت.
وكذا أورده صاحب الكشاف في سورة ص. استشهد به على أن أوان في قوله :
طلبوا صلحنا ولات أوان